ادخلت في قفص كأنني وحش
وحفرت بالمسمار على جدار اسمي
وما تبقى لي من ايام المحكومية
وعشت على ساحل البحر ولعبت القمار
وتناولت الطعام مع اشخاص مرتدين البدلات الرسمية
وشاهدت نصف الدنيا من فوق قمة الجليد
وكدت اغرق ثلاث مرات وأصبت بجروح مرتين
هاجرت من البلد الذي اطعمني
ويشكل عدد الذين نسوني سكان مدينة
تجولت في سهوب تتذكر صرخات الهون
وارتديت ما تحكم به الموضة
كنت ازرع القمح الاسود وأنشئ عنابر
كنت أشرب من كل سائل ما عدا الماء اليابس
وكانت عيون السجانين تزورني في المنام
واكلت خبز المهجر دون ان اترك قشرته
واطلقت كل الاصوات ما عدا العواء
ثم انتقلت الى الهمس.

لقد بلغت من عمري الاربعين
فماذا افعل بحياتي ، يظهر انها طالت
لا اشعر بالتضامن الا مع الفجيعة
لكن فمي سينطق بالشكر
الى ان ُيسد بالتراب

Auteur: Joseph Brodsky

ادخلت في قفص كأنني وحش <br />وحفرت بالمسمار على جدار اسمي <br />وما تبقى لي من ايام المحكومية<br />وعشت على ساحل البحر ولعبت القمار<br />وتناولت الطعام مع اشخاص مرتدين البدلات الرسمية<br />وشاهدت نصف الدنيا من فوق قمة الجليد<br />وكدت اغرق ثلاث مرات وأصبت بجروح مرتين<br />هاجرت من البلد الذي اطعمني <br />ويشكل عدد الذين نسوني سكان مدينة<br />تجولت في سهوب تتذكر صرخات الهون<br />وارتديت ما تحكم به الموضة<br />كنت ازرع القمح الاسود وأنشئ عنابر<br />كنت أشرب من كل سائل ما عدا الماء اليابس<br />وكانت عيون السجانين تزورني في المنام<br />واكلت خبز المهجر دون ان اترك قشرته<br />واطلقت كل الاصوات ما عدا العواء<br />ثم انتقلت الى الهمس. <br /><br />لقد بلغت من عمري الاربعين<br />فماذا افعل بحياتي ، يظهر انها طالت<br />لا اشعر بالتضامن الا مع الفجيعة<br />لكن فمي سينطق بالشكر <br />الى ان ُيسد بالتراب - Joseph Brodsky


©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab