كنت على يقينٍ طفولي بأنّ أمي من أهل الجنة.
فلقد كانت آخر من يأكل في البيت. و أحياناً كانت توحي لنا بأنّها تأكل و هي لا تأكل أو أنّها سبق أن أكلت. خصوصاً عندما لا يكون هناك ما يكفي من أكلٍ للجميع.
كنت أعتقد أن أمّي قصيدة أبدية، قصيدة لا تكفّ عن التجدد.
و في تلك الليلة -استعدت الحقيقة البديهية و اكتشفتها- و هي أنّ أمي إنسان كالآخرين.
لمستُ قدميها. قبّلتهما . كانتا متورمتين. و أدركت بأنه لم يعد أمام أمي إلاّ حياة عادية،
حياة من المرض والتعب والأحزان والشيخوخة. حياة باهتة .

Auteur: أحمد أبو دهمان

كنت على يقينٍ طفولي بأنّ أمي من أهل الجنة. <br />فلقد كانت آخر من يأكل في البيت. و أحياناً كانت توحي لنا بأنّها تأكل و هي لا تأكل أو أنّها سبق أن أكلت. خصوصاً عندما لا يكون هناك ما يكفي من أكلٍ للجميع.<br />كنت أعتقد أن أمّي قصيدة أبدية، قصيدة لا تكفّ عن التجدد. <br />و في تلك الليلة -استعدت الحقيقة البديهية و اكتشفتها- و هي أنّ أمي إنسان كالآخرين. <br />لمستُ قدميها. قبّلتهما . كانتا متورمتين. و أدركت بأنه لم يعد أمام أمي إلاّ حياة عادية، <br />حياة من المرض والتعب والأحزان والشيخوخة. حياة باهتة . - أحمد أبو دهمان




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab