لا يكفي لطالب الحقيقة أن يكون مخلصاً في قصده، بل عليه أن يترصد أخلاصه، ويقف موقف المشكك فيها؛ لأن عاشق الحقيقة إنما يحبها لا لنفسه مجاراةً لأهوائه، بل يهيم بها لذاتها ولو كان ذلك مخالفاً لعقيدته، فإذا هو اعترضته فكرة ناقضت مبدأه وجب عليه أن يقف عندها فلا يتردد أن يأخذ بها.
إياك أن تقف حائلاً بين فكرتك وبين ما يُنافيها، فلا يبلغ أولَ درجة من الحكمة مَنْ لا يعمل بهذه الوصية.
عليك أن تُصلى نفسك كل يومٍ حرباً وليس لك أن تُبالى بما تجنيه من نصر أو تجنى علبك جهودك من اندحار، فإن ذلك من شأن الحقيقة لا من شأنك.
Auteur: Friedrich Nietzsche