أنا الكاتب المصرى أوضع هكذا كتمثال فى متحف كتحفة للزوار؟ أنا كاتب الفرعون وعقله المفكرأُلقى آلاف السنين فى هذه الأراضى الغريبة تلقفنى يد إلى يد؟ من اللص المصرى الأول فى الجبانة الملكية إلى الجريجى الذى عبر بى البحر إلى الفرنسى العنهجى الذى استولى علىّ وأدخلنى بلاده وأدخل بلاده فىّ؟ ماذا أفعل أنا تحت السماء الداكنة الغيم؟ أين أرضى وشمسى المشرقة ونيلى الفياض؟ أين أهرامى ومعابدى ونقوشى وكتاباتى التى تملأ الوادى؟ أين حكمى وحكمتى التى تسير فى الأرض من بعدى تهدى الضالّ وتنير السبيل؟ أين فرعونى الإله يقف أمامى مبجلاً رجاحة عقلى ومحتاجاً فصاحتى وشاكراً حنكتى؟
أنا حور الكاتب المصرى الذى يكتب الفرنسيون الجهلة تحتى أنى كنت كاتباً بسيطاً فى بلاط الفرعون! أنا العقل المفكر والمدبر والحاكم الحقيقى لهذا الوادى بقمحه وسنابله وعمارته وبكل ما فيه. أنا أُحبس هكذا فى هذه الغرفة الحقيرة فى هذه المدينة الغريبة لينظر الأجانب إلىّ ويدرسونى؟ ماذا كانت باريس هذه حين كنت أسير على قدمىّ؟ ما باريس هذه حتى تستولى علىّ وتجبسنى فى إسارها؟

عزالدين شكري فشير

Mots clés أسفار-الفراعين



Aller à la citation



Page 1 de 1.


©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab