نظرية المؤامرة في البلد دي مش نظرية.. ده علم.. الاستثناء فيه هو القاعدة.
أحمد مرادقبل أن تذبحني الكآبة بسكين مُتبلد .. قبل أن تجثم فوقي الذكريات .. تلك المسامير الصلبة المغروسة في صدري .. أتململ في جلستي سجين كرسي أبكم لا يعلم بأي الكلمات يواسي شبحا تنهشه الخواطر .. كم أختنق .. ببطء .. أمسك القلم .. محاولا أن أكتب .. أضغط على رأسه .. أستنفر بقايا الحبر فيه .. أستنطقه .. استحلفه أن يفرج عما في خلاياي .. أن يروض أعتى شروري .. يكبح كراهية تستعر في أعماقي .. يسكت بركانا يغلي .. يجد ترياقا للسم المنقوع في رئتي .. أو حتى ينغرز في صدري
أحمد مرادكانت نوع ثالث .. نوع يسلبك كل فرصة في الرحيل عنه .. تلك التي لا تعلم كم ستبقى معها .. ولن تبحث عن إجابة .. فقط ترغب في أن تراها كل يوم .. كل ساعة .. تصغي لها ولا تسمع .. تسبح في ملامحها .. تتأمل أصغر تفاصيلها .. والعيوب التي أصبحت تحبها .. فقط لأنها فيها
أحمد مرادالناس ماينفعش معاها غير أسلوب واحد .. الخوف .. من أيام " موسى " عليه السلام وهي بتتحكم بيه .. خدوا على كده خلاص .. كُل نبي كان بينزل للناس .. إلا موسى .. هو الوحيد اللي نزل ل" فرعون " .. لييييييه؟ عشان ماينفعش تكلم الناس .. في مصر تكلم الكبير يظبط الصغير
أحمد مرادفي مخيلتي قتلت أسياد يونيو ويوليو واحدا واحدا..كل من جعجع وسكت عن حق ...قتلت قوم لوط في الخليج..مزقت جلابيب تحمل وهنا وضعفا وثقوبا في الخلف..قتلت الريان والسعد والهدى مصر ومن سحقهم ليسحقنا قتلت ناهد وقتلت في طه كل ملامحه أو قتلت نفسي ألف مرة حين سمحت لهؤلاء بهتك كرامتي.
أحمد مرادساعات بنضطر نعمل غلطات صغيره نصلّح بيها غلطات اكبر
أحمد مرادحاول بشتى الطرق إخراجه من تلك الدائرة المغلقة
الا أنه كان محاصرا مثله,مطعونا بنفس السكين,
تجثم على رئتيه الذكريات بثقل مكواة حديدية..
أفكار أشبه بأقلام رصاص مسنونة
تطعن مؤخرة رأسه لتنكسر بداخلها..
صوت رتيب ممل لا يتوقف
ككيس نايلون التصق بعجلة سيارة
يثير جنونه وهو على وشك النوم
يشخص ببصره في الظلام ...
غريب أمر تلك الفتاة..
تريد أن تكون ملفتة
دون أن يلتف الذباب حولها.
بدت مرهقة ومكسورة .. كانت كأوراق شجر الخريف .. باهتة لن تتحمل ضغطة .. ستصدر صوت خرفشة إذا لمس يدها .. ستطير مع الرياح إذا اشتدت
أحمد مرادكان أمامهما 45 دقيقة ليصلا بالمترو إلى محطة حدائق حلوان .. طريق طويل تكدس فيه الناس على كراسي عربة المترو بوجوه سئمت روتين المشوار اليومي .. أطفال يعبثون كالشياطين هنا وهناك ، ويعطون مبررا قويا لإلقائهم من العربة وهي تمشي .. رجال عجائز ونساء بدينات مستهلكات الصحة .. شباب ورجال في منتصف العمر عائدون من العمل أو ربما هم ذاهبون .. فتاة جميلة تقف وحيدة ، وشابان لا يغمض لهما جفن عن الفتحة الصغيرة التي تظهر جزءا صغيرا من ساقيها ، وشاب ملتح لا يرفع عينه عن القرآن .. خليط غريب من البشر تجمعهم تلك العربة التي تتمايل فتتمايل معها الرؤوس والأجسام تمايل الدراويش في حلقة الذكر .. لا يقطع الصمت سوى مرور مترو آخر بجانب العربة ليهزها ويصرخ فيها بعنف
أحمد مرادPagina 1 di 29.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.