ماذا أقول لأمي؟ لا شيء! سينحبس اللسان، وتتكلم العيون، وأمرغ وجهي براحتيها، وألثم قدميها… الله وحده يعلم كم قاست وعانت وبكت وأرقت ودعت وقرأت وتأوهت وذهلت ويئست وتفاءلت…إنها أم…
إنها أمي!
مد بصره، فرأى الشوارع والسيارات، والمشاة والمحلات التجارية… حياة تتحرك ماضية في سبيلها لا تكترث لأحد… وشد ما تاق إلى هذه الحياة… إلى الحرية.. هؤلاء الناس يذهبون ويعودون حيث يريدون ومتى شاءوا… يزورون الحدائق والأقارب والمسجد والسينما ويمارسون العمل أو الدراسة… لكل منهم مطامح وآمال وفي دربه عقبات وأشواك، وفي رأسه أفكار تمتد إلى اللانهاية… أما نحن!؟…
دخلت السيارة الفرع الجديد.. وقال له سجان: انزل.
لأنها محنة في سبيل الله، فهي تهُون.
سليم عبد القادر- لماذا طلبوا منا أن نموت تحت التعذيب قبل أن نعترف بحرف واحد!
قال عادل وهو يبتسم: الأفكار النظرية شيء، والواقع العملي شيء آخر
إنه أكذب من مسيلمة الكذاب…قولي لأخي وللشباب جميعاً، ألاّ يستسلموا مهما تكن الظروف…أن يقاتلوا بالرصاص، بالسكاكين، بالعصي، بالحجارة، بالأظافر… بأي شيء… والذي يعجز عن ذلك، فليرحل خارج البلاد لينجو من هذا الجحيم الكافر.. ولو كنت أعلم بأني سألقى هنا معشار ما لقيت، لما تركتهم يستلمونني إلاّ جثة هامدة
سليم عبد القادرنعم يا سيدي، فإن كلامي لم ينته بعد، وكنت أود أن أقول، بأنك أنت نفسك لو وضعوك في الفلق أو الدولاب أو تحت لسع الكهرباء؛ لاعترفت بأنك أخ لموشيه ديان.
ضحك الجميع إلاّ القاضي، فقد كان هو الآخر أعور، وقال بعد صمت غير متوقع: لا، لن أعترف بذلك.
أنتم تزعمون بأننا مجرمون، فلماذا تخافون من محاكمتنا علناً ليرى الناس صدق ادعائكم!؟.
قال القاضي: المحكمة علنية. انظر إلى الحاضرين، إنهم يتجاوزون الخمسين رجلاً.
- إنهم جنودكم وأعوانكم وحراسكم والسجانون! نحن نريد جمهوراً من الناس العاديين، وأولهم أهلنا.
- نحن في سجن.
- ولكننا إخوان!؟.
- والإخوان بشر!
ولكننا بشر..أرواح..
سليم عبد القادرالله وحده يعلم حقيقته.
سليم عبد القادرPagina 1 di 3.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.