ومن نكد الدنيا أنك لا تزال ترى المصلحين حيث ترى نفسك لا تفقدهم في مكان، ثم لا يزيد الأمر معهم إلا فساداً لأنهم مصلحون بالتشبه والتقليد أو بقوة الإرادة أو بإرادة القوة، وإن أحدهم ليريد أن يكون مصلحاً فيكون، ثم يبتغي أن يعمل عمل المصلحين فلا يبرح يبحث عن الفساد حتى يجده أو يُوجده، ثم لا يتخذ من ما يتخذ الأطباء في تجاربهم من العقاقير، فيسحق طائفة ويمزج طائفة ويذيب طائفة، كل هذا والشعب يقيه بنفسه من التلوُّث بالقذر كالبذلة في نطاق المتبذل، وهو دائب على أمره حتى تسفر التجربة عن مزيج ينظر فيه فيعرف من النظرة الأولى أنه عرقُ الخيبة التي تفصَّدت به من طول ما أجهدها في عمله

Autore: مصطفى صادق الرافعي

ومن نكد الدنيا أنك لا تزال ترى المصلحين حيث ترى نفسك لا تفقدهم في مكان، ثم لا يزيد الأمر معهم إلا فساداً لأنهم مصلحون بالتشبه والتقليد أو بقوة الإرادة أو بإرادة القوة، وإن أحدهم ليريد أن يكون مصلحاً فيكون، ثم يبتغي أن يعمل عمل المصلحين فلا يبرح يبحث عن الفساد حتى يجده أو يُوجده، ثم لا يتخذ من ما يتخذ الأطباء في تجاربهم من العقاقير، فيسحق طائفة ويمزج طائفة ويذيب طائفة، كل هذا والشعب يقيه بنفسه من التلوُّث بالقذر كالبذلة في نطاق المتبذل، وهو دائب على أمره حتى تسفر التجربة عن مزيج ينظر فيه فيعرف من النظرة الأولى أنه عرقُ الخيبة التي تفصَّدت به من طول ما أجهدها في عمله - مصطفى صادق الرافعي


Mostra la citazione in tedesco

Mostra la citazione in francese

Mostra la citazione in italiano



©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab