لقد فكَّ شمبليون معميات التجاعيد الفرعونية فوق جباه الجرانيت، ولكن أنّى لنا بشمبليون آخر كي يفك الأحرف الهيروغليفية في وجه كل إنسان وكل مخلوق؟ ما الفراسة إلا خرافة عابرة، كسائر علوم الإنسان. فإذا عجز السير وليم جونز - الذي كان يقرأ في ثلاثين لغة - عن قراءة أبسط وجه لريفي ساذج في معانيه العميقة المتوارية، فكم رجل مِن مثل إسماعيل الأميّ يرجو أن يقرأ الخطوط المسمارية الرهيبة على جبهة الحوت! إنني لأضع هذه الجبهة تحت أعينكم فاقرأوها إن قدرتم.
Autore: Herman Melville