من الطبيعي أن يشجع جو الأزمة هذا عناصر النفور والنشاز على البروز والتكاثر وأن يفتح لأصحاب المصالح الجزئية والأناية أوسع المجالات لتحقيق مآربهم وأهدافهم، وأن يخرج مصير البلاد من أيدي ابائها ويضعها بين ايدي أولئك الذين يظهرون مهارة أكبر في التعامل مع القوى الكبرى والدول المهيمنة. ففي جو فقدان الإرادة الجماعية أو ضعفها تصبح ارادة السيطرة مصدرًا للعزيمة والسطوة. ويصبح تهور المغامرين اقدامًا وقوة، وعند غياب الرؤية الواضحة تصبح قناعة الجاهلين منبعًا للعرفان، وادعاء المطالبين والمتعالين رؤية ونبوة. فهي سنة كونية تقضي بأن السلطة اذا ضعفت تحلل أصحابها منها، وأن الدولة أذا هرمت تبرأت اطرافها منها، وأن الدعوة متى أنحطت كثر المناهضون لها، وأن الأمة متى وهنت وطال تفسخها زاد ابتعاد الناس عنها وبرمهم بها حتى تنحل ويقضي عليها، او يبعث فيها من يوفر لها ظروف نشأة جديدة.

Autore: برهان غليون

من الطبيعي أن يشجع جو الأزمة هذا عناصر النفور والنشاز على البروز والتكاثر وأن يفتح لأصحاب المصالح الجزئية والأناية أوسع المجالات لتحقيق مآربهم وأهدافهم، وأن يخرج مصير البلاد من أيدي ابائها ويضعها بين ايدي أولئك الذين يظهرون مهارة أكبر في التعامل مع القوى الكبرى والدول المهيمنة. ففي جو فقدان الإرادة الجماعية أو ضعفها تصبح ارادة السيطرة مصدرًا للعزيمة والسطوة. ويصبح تهور المغامرين اقدامًا وقوة، وعند غياب الرؤية الواضحة تصبح قناعة الجاهلين منبعًا للعرفان، وادعاء المطالبين والمتعالين رؤية ونبوة. فهي سنة كونية تقضي بأن السلطة اذا ضعفت تحلل أصحابها منها، وأن الدولة أذا هرمت تبرأت اطرافها منها، وأن الدعوة متى أنحطت كثر المناهضون لها، وأن الأمة متى وهنت وطال تفسخها زاد ابتعاد الناس عنها وبرمهم بها حتى تنحل ويقضي عليها، او يبعث فيها من يوفر لها ظروف نشأة جديدة. - برهان غليون




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab