تذكرت آنييس بأنها فُتِنَت في طفولتها بفكرة أن الله يراها، ويراها بدون توقف. شعرت حينئذٍ للمرة الأولى بلا شك، بتلك المتعة، ذلك التلذذ الغريب الذي يشعر به البشر لأنهم يُرَوْن، يُرَون على كرهٍ منهم، يُرَون في لحظاتهم الحميمية، يُرَون ويُنتَهَكون بالنظر، كانت أمها، وهي المؤمنة، تقول لها “الله يراكِ” آملة أن تحملها على التخلي عن عادة الكذب وقضم الأظافر وحشر الأصابع في الأنف، إلا أن العكس هو الذي كان يحدث. فقد كانت آنييس تتخيَّل الله وتُريه ما تفعله تحديداً عندما تتعاطى هذه العادات السيئة، أو في اللحظات التي تسبب لها الخزي

Autore: Milan Kundera

تذكرت آنييس بأنها فُتِنَت في طفولتها بفكرة أن الله يراها، ويراها بدون توقف. شعرت حينئذٍ للمرة الأولى بلا شك، بتلك المتعة، ذلك التلذذ الغريب الذي يشعر به البشر لأنهم يُرَوْن، يُرَون على كرهٍ منهم، يُرَون في لحظاتهم الحميمية، يُرَون ويُنتَهَكون بالنظر، كانت أمها، وهي المؤمنة، تقول لها “الله يراكِ” آملة أن تحملها على التخلي عن عادة الكذب وقضم الأظافر وحشر الأصابع في الأنف، إلا أن العكس هو الذي كان يحدث. فقد كانت آنييس تتخيَّل الله وتُريه ما تفعله تحديداً عندما تتعاطى هذه العادات السيئة، أو في اللحظات التي تسبب لها الخزي - Milan Kundera


©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab