إن رؤية المجتمع للنفس البشرية كانت رؤية مركبة تتجاوز الصور السطحية والتافهة التي تروج لها أجهزة الأعلام هذه الأيام. وجوهر هذه الرؤية الإعلامية الاختزالية هو الاستقطاب الحاد بين نوعين من البشر، فالإنسان إما أن يكون محبا مخلصا، متفانيا في حبه، لا يفكر إلا في محبوبته (بعد أن أحبها من أول نظرة بطبيعة الحال)، ولا يشهد منزله، أي عش الزوجية السعيد، سوى شهور عسل متتالية، وإما أن يكون رجلا شريرا يخون زوجته وأفراد أسرته وأصدقاءه، ولا يشهد منزله سوى شهور بصل وخناقات متتالية!!
Autore: عبد الوهاب المسيري