ليست المشكلة في العلاقة بين الدين والأخلاق في التديّن الشعبي ومفهوم الله كضمير كوني موضوعي/انطولوجي موجود في كل مكان, ولا في نسبية الأحكام الأخلاقية الدينية, وحتى في براغماتية المتديّن وانتهازيته إذا لزم. ولا نعتقد أن المانع أمام السلوك الأخلاقي هو اللاهوت. إذ يمكن افتراض أن الله كلي القدرة وأن أفعال البشر مقررة سلفا ثم التصرف, كما لو أنها تتقرر الآن من خلال الفعل نفسه. فليس بالضرورة أن تترك القناعة بأن أفعال الإنسان مقدرة سلفا أثرا على قرار الإنسان الأخلاقي, وهي في حالة الإنسان العادي غالبا ما تبرر الفعل بعد وقوعه بإرادة الله. لكن المشكلة تكمن في من يضعون أنفسهم متكلمين باسم إرادة الله قبل الفعل, ويلمحون أو يدعون جهارا أن ما يدعونه, وما يدعون اليه هو المقصود بارادة الله.
Autore: عزمي بشارة