انقفلتْ دائرةٌ واسعةٌ على المحاصَرين . في اللحظات الأولَى ، ما خاف المحاصَرون من هذه الهجمة ؛ فقد كان المشهد مشوَّشًا من خلف سحب الحريق الكثيفة ومن خلف ما أثارته الأقدام من غبارٍ ، بدا الفرسان وخيلهم للأعين المرهقَة كالكائنات غريبة الشَّكل في أضغاث الأحلام ، أو كما تتبدَّى فجأةً ، وبهدوءٍ ، أعناق النُّوق للبادين في الأعراب تشقُّ ضباب الفجر ، كأنها أرواحٌ هائمةٌ تمرُّ من الصَّحراء .
Autore: الأديب محمود توفيق