بعد أن تمأسس الحاجز وقبل أن يصبح شموليا إلى درجة التيئيس والتنفير عن انتظار فرجه , قامت حول الحاجز حالة هرج ومرج . وبين طوابير السيارات الطويلة حمل رجل ( ثيرموس )) قهوة ذا ذراع طويلة وتصرف كأنه بائع السوس على مدخل باب العمود , إنه يبيع رشفات قهوة صباحية يتناولها الناس من نوافذ سياراتهم . ولكن الكؤوس بلاستيكية تنازلت للقهوة العربية بأن تقزمت حجما فاصبحت أكثر قبحا , وبذلك خسرت عالم الكوكاكولا ولم تكسب عالم القهوة العربية .
وهي تتناثر فى كل مكان لتعزز المشهد البلاستيكي المألوف والطاغي بدءا بالكراسي مرورا بخزانات مياه الجنود البلاستيكية السوداء وقواطع البلاستيك المملؤة بالاسمنت على الشارع وانتهاء بالأكياس البلاستيك الابدية .لقد هيمنت اكياس البلاستيك السوداء على المشهد ترفرف على كل نبتة شوكية علقت بها على الهضاب المحيطة بالحاجز , وهي كثيرة . يضفي الاسود المغبر على نبتة شوك علق بها كيس , لا سبب أو هدف , إلا لأن الرياح تذروه والأشواك تلتقط ما تذروه الرياح , قبحا وكآبة على المشهد . كيس البلاستيك هوه راية المشهد وعلمه الحقيقي فى كل بقعة من بقاع الحاجز .
Autore: عزمي بشارة