أن التحول إلى الثورية يستلزم قبل كل شيء ثورة ذهنية، ثورة في الرؤية وفي نمط التفكير عندنا، ثورة تقترن بهذا الوعي الذي هو ثمرة تجربة التاريخ الإنساني العظمى. هذا الوعي هو عبادة الله الذي جرًه رجال الدين إلى الابتذال، وهو الاشتراكية التي بدلها الشيوعيون إلى اقتصادية حتمية عمياء مادية، وهو الحرية التي جعلتها الرأسمالية نقابا للنفاق والخداع. والثورة الفكرية هدفها معرفة هذا المسخ الذي يعد أعظم مسخ في زماننا. وفي نفس الوقت الوصول إلى لياقة ذهنية تستطيع أن تحقق الوحدة بين مفاهيم العبادة - العمل - النضال الإجتماعي
وأهم من هذا كله أن يخوض التجربة بنفسه وبإخلاص، وأن يجعل هذه الأصول الثلاثة ملكة فيه ممتزجه بفطرته. ولا تثبت هذه المثل في عقيدته فحسب، بل وتمد جذورها في أعماق فطرته، وتصل في النهاية إلى المرحلة التي يحس فيها أنه لا تناقض بين هذه المفاهيم الثلاثة في نفسه. ويعتبر أن كل واحد فيها لا ينفصل عن الآخرين، ويرى أنه تثليث، لكنه في الحقيقة والأعماق توحيد.
Autore: Ali Shariati