ليس من الضروري فهم النهاية السعيدة للحكاية والأسطورة والكوميديا الإلهية للروح على أنها نقيض لتراجيديا الإنسان الكونية، بل يجب تفسيرها كتجاوزٍ لها. العالم الموضوعي يبقى كما كان، وإن كان قد أصبج يُدرك، كما لو أنه تحول من خلال زحزحة المعنى في الذات. وحيثما يتصارع كل من الموت والحياة، أحدهما ضد الآخر، يتبدى الوجود المستمر لمن لا يُبالي بأحداث الزمن كما يتبدى مصير فقاعة من الماء الغالي أو كما يتبدى للكون ظهور واختفاء درب التبانة.
التراجيديا هي تخلخل الأشكال، تخلخل ارتباطاتنا بهذه الأشكال، بينما تمثل الكوميديا السعادة الدائمة المنفلتة واللامبالية للحياة، التي لا يمكن التغلب عليها. وبهذا يكون لدينا صياغتان اثنتان مختلفتان للموضوع الميثولوجي ذاته وللتجربة ذاتها. حيث تكون التجربتان منغلقتين، على أن كل واحدة منهما تتداخل في الثانية وتجد نفسها متضمنة فيها : الانحدار والصعود اللذين يكوِّنان معاً كلية التجلي، التي هي الحياة، والتي يجب أن يتعرفها الفرد ويحبها.
Autore: Joseph Campbell