في عالم حديث يُعرف فيه الدين, وتُحدد حدوده, ما عاد الدين هو الحالة الثقافية العامة التي يُعبر بواسطتها عن التغيّرات الاجتماعية والسياسية. قد تتولد في مثل هذا العالم تعبيرات جديدة عن المقدس بأدوات جديدة. لكن لا تنشأ ديانات جديدة. وبهذا المعنى فإن المؤسسة الدينية التي "تحرّم" المس بالدين تقوم في الوقت ذاته بأمور ثلاث:
إنها تحافظ على الديانات القائمة, كما انها تؤكد انفصال بقية القطاعات الاجتماعية عنها, كما تمنع ديانات أخرى من المس بها.
سوف نعالج هذا الموضوع لاحقا, ولكن يمكننا هنا أن نثبّت أن هذا الوصف يؤكد أن المؤسسة الدينية بوظيفتها هذه تساهم في عملية العلمنة. هنا تجري تثبيت الديانات القائمة في حدودها بعد أن انحسرت في مجالات اجتماعية مختلفة.
Autore: عزمي بشارة