عرفت كل شيء إلى الحد الذي صرت فيه لا أعرف شيئاً.
وشربت كل الأنهار حتى قتلني العطش.
وأحببت كل الصور وغاب عني أن أرفع تنهيدة حب واحدة إلى المصور.
من حق الحياة أن أدفع الثمن.
أضاعني ما أضاع صياداً كان يجري في الصحراء وراء ظل لطائر يسبح في السماء، متصوراً أن الظل هو الطائر، وكلما أهوى الصياد بنفسه على الأرض محاولاً إمساك الظل تطايرت الرمال ودخلت في عينيه فدمعت عيناه.
ويرى الصياد أحد الزاهدين فيرق لحاله، ربما قال في نفسه:
- ترى ما الذي يبكيه هذا الرجل الطيب .. أتراه مثلي عاشقاً للحق؟
لا يعرف الزاهد أن الرجل لا يبكي.
لا يدرك سر الرجل غير ذرات الرمال التي دخلت في عينيه .. لا يرى الزاهد غير صورة الظاهر، بينما يعاين الحق حقيقة الباطن.
عذري أنني لم أكن أعرف .. لم أكن أفهم .. لم أكن أدري !
عذري أن شعري كان أسوداً وقلبي كان أبيض.

Autore: أحمد بهجت

عرفت كل شيء إلى الحد الذي صرت فيه لا أعرف شيئاً.<br />وشربت كل الأنهار حتى قتلني العطش.<br />وأحببت كل الصور وغاب عني أن أرفع تنهيدة حب واحدة إلى المصور.<br />من حق الحياة أن أدفع الثمن.<br />أضاعني ما أضاع صياداً كان يجري في الصحراء وراء ظل لطائر يسبح في السماء، متصوراً أن الظل هو الطائر، وكلما أهوى الصياد بنفسه على الأرض محاولاً إمساك الظل تطايرت الرمال ودخلت في عينيه فدمعت عيناه.<br />ويرى الصياد أحد الزاهدين فيرق لحاله، ربما قال في نفسه:<br />- ترى ما الذي يبكيه هذا الرجل الطيب .. أتراه مثلي عاشقاً للحق؟<br />لا يعرف الزاهد أن الرجل لا يبكي.<br />لا يدرك سر الرجل غير ذرات الرمال التي دخلت في عينيه .. لا يرى الزاهد غير صورة الظاهر، بينما يعاين الحق حقيقة الباطن.<br />عذري أنني لم أكن أعرف .. لم أكن أفهم .. لم أكن أدري !<br />عذري أن شعري كان أسوداً وقلبي كان أبيض. - أحمد بهجت




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab