مشينا في الوحل و الضباب,
نحو ساحات المعارك,
و عاد المطر يهطل
و وصلنا
الأشجار العارية السوداء
تقف كالراهبات السود
ديرها الضباب و الشبابيك المكسورة
و رأيت أناسا يأتون من بيوتهم المتهدمة
يأتون من وراء الضباب و قد التفوا بالأغطية
علي صدورهم صلبان من خشب
يتحركون كالصخور التي لا تحرك
و بينهم أولاد مثلهم
سرق من عمرهم ألف ربيع
و الغيوم في هدير سفرها الغامر
توقفت هنا
و راحت ترتل فوق البيوت المتهدمة
Autore: زياد الرحباني