الحمد لله في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون . .
قضى الأمور من الأزل وما قدر فلابد أن يكون . .
فمن قدر له الخير أصلح باله ومن وكل لنفسه بدنياه مفتون . .
أودع في كل قلب مااشغله فسهرت أعين ونامت عيون . .
فمشغولٌ بما ليس من شأنه ومهموم قد أرقته الظنون . .
سلم من فوض الأمور لربه وسعد من في المصائب لزم السكون . .
فكم امرٍ تساء به صباحاً وتتربص بنفسك ريب المنون . .
وتأنيك المسّرة من قبل العشّي وإذا بقارع الأمر لمس حنون . .
نحمده تبارك وتعالى كما ينبغي للحمد أن يكون . .
ونسأله السلامة من دار الفتون . .
ونرجوه أن يغفر لنا ماكان ويكفينا في غداً مايكون . .
وألّا يجعل مصيبتنا في ديننا فمصيبات الدنيا تهون . .
أشهد أن لا إله إلا الله يقول لشئ كون فيكون . .
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ويرفع أقواماً ويضع أخرين . .
فمولود تدين الدنيا له ومولوداً في زوايا المهملين . .
وعزيزاً قد ساد قومه وذليل في الناس محتقر ومهين . .
وعقيم لا نسل له وغيره مرزقاً بالبنات والبنين . .
وقوي يمشي مصححاً وعليلاً شدوه التأوه والآنين . .
وفقير لا يجد ما يقتاد به وغني عيشه النعماء واللين . .
وخلي البال هناءاً ومكروباً أهمته شئون الآخرين . .
ومعانق الموت قبل الإحتلام ومعمر من الناس إلى حين . .
ونبي لم يجد مؤمناً في عصره ونبي نشر في الأرض اليقين . .
وولي تلوذ الدنيا به وعصي تتعلم منه الشياطين . .
فلأمر ما ولسر غامض تسعد النطفة أو بشقى الجنين . .
نعم فلله في خلقه شئون وماقدر من الأزل لابد أن يكون . .
وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وأمينه المأمون . .
خيار من خيار تتنقل بين أشرف الأصلاب وأطهر البطون . .
صدره مشكاه نور وقلبه مصباح البدور زيته سر في الغيوب مكنون . .
انفاسه عبير وورود وكلامه دليل شهود وقلبه بحقيقة الحق مسكون . .
السماء تعرفه و الارض مزهوة تحمله وسمع الزمان بصدق كلامه مشئون . .
سلمت عليه الأحجار وأطلته بفروعها الأشجار و ارخى الذئب في حضرته الجفون . .
انتشرت بشجاعته السرايا واحتمت بعدلته السبايا وحق الأسير في شريعته مصون . .
أجترئ عليه قومه فكذبوه واحتالوا عليه فأخرجوه وفؤاده عليهم من خوفه محزون . .
عيروه بفقره واتهموه في عقله فكيف عميت عن نوره العيون . .
كلا من شاء الله هداه ومن اضله اعماه ولله في خلقه شئون . .
اللهم صلّي وسلم وبارك على من سلوكه بأمره مسنون . .
واجره عندك غير ممنون . . وطريق الجنة باتباعه مضمون . .
وعلى الصحب والآل . . ومن إذا ذكر عندهم عليه يصلون . .
Autore: ياسين رشدي