تلك تجربة مرّ بها الأديب اللبناني أمين الريحاني ((الذي هجر بلاده، و هو في العاشرة من سنه، و سبقت لغة شكسبير لغةَ أبي العلاء إلى لسانه و قلمه)، ثم وقع في صراع بين اللغتين، و إذا هو يعبّر عن حيرته بقوله: (فإن كانت الإنكليزية في دمي، فلغة سيبويه في عظامي)، لكنه سرعان ما ثاب إلى أمومة العربية لما تذكّر لبنان العربي، و أنشأ يقول: (أحب لغتي و وطني لأنني أحب نفسي. و قد يحملني هذا الحب على الغلوّ أحياناً)، إلى أن يقول مخاطباً الأم اللبنانية: (علّمي أبناءك محبة الوطن الحقة. قولي لهم: إن الأجنبي لا يحترمهم إذا كانوا لا يحترمون أنفسهم. قولي لهم: إن الأجنبي لا يحتقر لغة أجداده، بل يحتقر في قلبه من يحتقرون لغة الأجداد. قولي لهم: إن اللسان العربي لسانُهم، و إن اللة العربية لمن أشرف لغات الأرض، فليتعلّموها، و لْيُتْقنوها، و لْيعزّزوها.)
إن الانتهاء إلى هذه الغاية الحقيقة الفعلية، بالدعوة الصريحة إلى تعزيز العربية، من قٍبَل من يظنّ فيهم - أو كان يُظنّ ببعضهم الذهاب إلى تعدّد لغة الأم، لهو أبلغ برهان على أننا نرفض الاعتقاد بأنّ لنا بين قومنا أكثر من لغة واحدة هي العربية بالذات، و نُجمع على اعتبار كل لغة أجنبية، أخرى (أي لغة تكون) مجرّد أداة تثقيفية لتعميق جذور ثقافتنا، غيرَ منغلقين على أنفسنا
Tag: العربية-لغة-الأجداد-الهوية
Pagina 1 di 1.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.