مواطـن نموذجـي
يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي
هـذا الصفَـدْ .
ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ .
ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ
ولـمْ يبـقَ جسَـدْ .
كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا
فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ
فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً
بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ !
مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى
مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى
في بلَـدٍ أغفـو
وأصحـو في بلَـدْ !
لا عِلـمَ لـي
وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ
فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ
ضيّعـتُ الرّشـَدْ
وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ -
بِلا عُقـدْ :
أُذْنـايَ وَقْـرٌ
وَفَمـي صَمـتٌ
وعينـايَ رَمَـدْ
**
من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً
وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ :
ماتَ لا أحَـدْ !
صورة
لو ينظر الحاكم في المرآة
لمات
و عنده عذر إذ لم يستطع
تحمل المأساة
أُسلــوب
كُلَّمـا حَـلَّ الظّـلامْ
جَـدّتي تَروي الأسـاطيـرَ لنَـا
حتّى نَنـامْ .
جَدَّتـي مُعجَبَـةٌ جِـدّاً
بإسلــوبِ النّظـام !
مفقــودات
زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ
بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أَحَـداً..
فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ .
(فقالَ صاحِـبي ( حَسَـن :
يا سيّـدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟
يا سـيّدي
لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ :
أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي
أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟!
شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي
سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً .
**
وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا
ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا :
هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أحَـداً
فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ .
لم يَشتكِ النّاسُ !
فقُمتُ مُعْلِنـاً :
أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
مَعْـذِرَةً يا سيّـدي
.. وَأيـنَ صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟
طريـق السّلامـة
أينَـعَ الرّأسُ، و"طَـلاّعُ الثّنايـا"
وَضَـعَ، اليَومَ، العِمـامَـهْ.
وحْـدَهُ الإنسـانُ، والكُلُّ مطايـا
لا تَقُلْ شيئاً .. ولا تَسْكُتْ أمامَهْ
إنَّ في النُّطـقِ النّدامَـهْ
إنَّ في الصّمـتِ النّدامـهْ
أنتَ في الحالينِ مشبوهٌ
فَتُـبْ مِـنْ جُنحَـةِ العَيشِ كإنسانٍ
وعِشْ مِثْلَ النّعامَـهْ.
أنتَ في الحالينِ مقتولٌ
فَمُتْ مِن شِـدّةِ القَهْـرِ
لتحظـى بالسّلامـهْ!
فلأَنَّ الزُّعمَـاءَ افتقَـدوا معنى الكرامَـهْ
ولأنَّ الزُّعَمـاءَ استأثروا
بالزّيتِ والزِّفتِ وأنواعِ الدَّمامَـهْ
ولأنَّ الزُّعمـاءَ استمرأوا وَحْـلَ الخَطايا
وبِهمْ لَمْ تَبْقَ للطُهـرِ بقايا
فإذا ما قامَ فينا شاعِرٌ
يشتِمُ أكـوامَ القِمامَـهْ
سيقولونَ:
لقَـدْ سَـبَّ الزّعامَـهْ
سـرّ المهنة
إثنـانِ في أوطانِنـا
يرتَعِـدانِ خيفَـةً
من يقظَـةِ النّائـمْ:
اللّصُّ .. والحاكِـمْ!
التهمة
كنتُ أسيرُ مفـرداً
أحمِـلُ أفكـاري معـي
وَمَنطِقي وَمَسْمعي
فازدَحَمـتْ
مِن حَوْليَ الوجـوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُـذوه
سألتُهُـمْ: ما تُهمتي؟
فَقيلَ لي:
تَجَمُّعٌ مشبــوه!
شيطان الأثير
لـي صـديقٌ بتَـرَ الوالي ذِراعَهْ
عنـدما امتـدّتْ إلى مائـدةِ الشّبعانِ
أيّـامَ المَجاعَـهْ .
فمضى يشكـو إلى النّاسِ
ولكِـنْ
أعلَـنَ المِذيـاعُ فـوراً
أنَّ شكـواهُ إشاعَـهْ .
فازدَراهُ النّاسُ، وانفضّـوا
ولـمْ يحتمِلـوا حتّى سَماعَـهْ .
وصَـديقي مِثْلُهُـمْ .. كذّبَ شكواهُ
وأبـدى بالبياناتِ اقتناعَـهْ !
إبتهال
كل من نهواه مات
كل ما نهواه مات
رب ساعدنا بإحدى المعجزات
وأمت إحساسنا يوما
لكي نقدر أن نهوى الولاة
و ولاة ٌ الأمرَ لا أمرَ لهُم
خارجَ نصّ المسرحية
كُـلُهم راع ٍ ومسئولٌ
عن التفريط ِ في حقّ الرعية !
« erste vorherige
Seite 17 von 22.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.