أقول للطبيب: أشعر بالخوف، في الصحو والمنام. ربما أطير لأنني خائفة، ولكن عندما أطير أتخفف من خوفي. لا أعود أنتبه لوجوده. وحين
يغلب الخوف أجد نفسي غير قادرة على الوقوف أو المشي. أتمترس في السرير. يبدو الذهاب إلى العمل أو الخروج من البيت مهمة مستحيلة. أتحاشى الخروج ما أمكن. أتحاشى الناس، وأشعر بالوحشة لأنني بعيدة عنهم في الوقت نفسه. لحظة استيقاظي من النوم هي الأصعب. يستغرقني الاستعداد للخروج إلى العمل ساعتين، لا لأنني أتزيّن وأتجمل بل لأنني لا أكون قادرة على النزول إلى الشارع والذهاب إلى الوظيفة ولقاء من سألتقي بهم. وحين أذهب إلى العمل وأنهمك فيه، يتراجع الخوف كأنه كان وهماً، أو كأن حالتي في الصباح لم تكن سوى هواجس وخيالات. أسميت شعوري خوفاً ولكنني لست متأكدة من دقة التوصيف، ربما هو شيء آخر، إعراض أو توجس أو شعور مختلط لا يشكل الخوف إلا عنصراً واحداً من عناصره. لا أدري
.
عادة ما أشعر أنني خفيفة قادرة على أن أطير ، و أطير ، فعلاً لا مجازاً .
كنت أطير و أنا ألاعب الولدين في البيت حتى يشكو الجيران من صخبنا.
أطير و نحن نركض في حديقة الحيوانات أو حديقة الأسماك ، يحاول الولدان اللحاق بي فلا يستطيعان . أطير و إن بدا ذلك غريبا ، و أنا مستقرة في مقعد أقرأ رواية ممتعة ، أو أترجم نصاً جميلاً ، أو أفِنّ طبخة لم ترد في كتاب أو خاطر ، أغني بالصوت الحيّاني في الحمام فأفسد اللحن بالنشاز و صوت إندفاع رشاش الماء على رأسي و جسمي. و أذكر الآن أنني طوال العامين اللذين شاركت فيهما في الحركة الطلابية كنت أطير إلى الجامعة،أطير إلى قاعة الاعتصام و أطير إلى المظاهرة.
في الشباب قسوة، في الشباب غباء، وفي الشباب عيون لا ترى
رضوى عاشورغريب أمر الأباطرة يمنحون المدن أسماءهم. يتصورونها بغالاً أو أحصنة يركبونها. يأبّدون صورتهم على صهواتها في تماثيل الحديد. للمدن دهاؤها، تبقى الإسم لنفسها، تسقط عنه صاحبه وتمضى في أمان الله، لا تلوى على شىء.
رضوى عاشورربما أتمني أن أتحدث معه .. أشكو له .. أطلعه علي بعض ما حدث .. أستشيره في أمور .. لكن يبدو أن الموت لا يسمح بأن نحكي سوياً أو يسمح و لم يحن الوقت بعد …
قطعة من أوروبا - رضوي عاشور
الصغار الذين يواجهون الدبابة فى فلسطين، يفعلون عملاً جنونياً، يختارون لحظة مطلقة من المعنى، و القدرة، حرية مركزة و بعدها الموت، يشترون لحظة واحدة بكل حياتهم، هذا جنون، و لكنه جنون جميل لأن اللحظة أثمن من حياة ممتدة فى وحل العجز و المهانة ،،،
رضوى عاشورنفس الفرقة نفس الطلاب مدرج شفيق غبريال حيث تناقش الرسائل ويحاضر الاساتذة الزوار. واسع نظيف نسبيا غطاء من الجوخ الأخضر يغطى مكتب المحاضر مكبر صوت لا يضطرنى لسؤال هاملت:أكون أو لا أكون:أستخدمه بخرفشاته أو أحاضر صياحا لا يصل الصوت الى الصف الأخير من الطلاب؟ مقرر الأدب الأمريكى الأسود.هل هو المدرج الذى يسقط عن وجوه الأولاد والبنات توتر المكان القبيح والخانق أم هى المعرفة بمساحة من تجربة يتواصلون معها لأنها تخصهم؟القهر يخصهم.تعكس ذلك لمعة العيون والأسئلة والرغبة فى معرفة المزيد.
"أحيانا أشعر كطفل لا أم له/بعيدا جدا عن بيتى" تقول الأغنية الشعبية للعبيد فى المزارع.يحبونها.ينصتون بشغف لأخبار خط الهرب المعروف باسم"الخط السرى للسكة الحديد"
لا سكة حديد..لا قطارات..لا ركابا..بل شفرات لتنظيم الهروب من الجنوب الى الشمال ...أساطير العبيد.أدبهم الشعبى.الحرب الأهلية.وثيقة تحريرهم.القصائد والقصص والمقالات تستهويهم...أصحح أوراق الأمتحان فى نهاية الفصل الدراسى تؤكد لى الاجابات صحة ماالتقطته أثناء المحاضرات:القهر ومسعى التحرر أكثر الأوتار رهافة فى وجدان هذا الجيل
الصغار لأنهم صغار يرون الأشياء كبيرة تتخذ فى عيونهم أحجاما وأبعادا تناسب سنهم وذلك الحيز الذى تحتله أجسامهم بين أجسام تفوقهم ثقلا وطولا وعرضا.الشخص الأطول هو الأكبر والعم أو الخال هو الذى بلغ الثلاثين تقدم العمر به حتى يصعب استيعاب معنى هذه الثلاثين فى سياق الأصابع الخمسة أو حتى العشرة التى سيشرعها الطفل منقصا منها ماينقص لتحديد سنوات عمره.أما الجد او الجده فتلك حكاية أحرى يختلط فيها الواقع بالخيال والملموس بالمبهم لأن مايقولونه من حكايات الماضى يضعهم بين عالمين قدم هنا وأخرى هناك وهذه الهناك المعتمة تمتد الى ماض يعلم الله وحده أين يبدأ وأين يأتى........
رضوى عاشورالنسيان أمر مراوغ ، يبدو للمرء أنه نسي، يظن أن رغبة ما، فكرة ما، واقعة ما سقطت منه، ضاعت؛ و الدليل غيابها الكامل عن وعيه، يتطلع إلى ذلك النهر فيرى عليه ألف شئ، مراكب كبيرة أو صغيرة، بشراً عديدين، قشة تطفو على السطح أو مخلّفات لا قيمة لها، ثم ينتبه ذات يوم أن ذلك الشئ يطفو فجأة كأنه كان محفوظاً هناك في القاع، مغموراً بالماء، مستتباً كشجيرة مرجان أو لؤلؤة مستقرة في محارة.
رضوى عاشورلا شئ مستحيل فى حكم القوىّ على الضعيف!
رضوى عاشور« erste vorherige
Seite 18 von 50.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.