وكما يقول أهل الفكر : إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء.. فإن الظمأ إلى العدل يدل على وجود العدل
فإن لم يكن موجوداً فى دنيانا فلابد أن له يوماً وساعة تنصب فيه موازينه
لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها
مصطفى محمودوهل تكون السعادة الحقة إلا حالة من السلام والسكينة النفسية والتحرر الروحى من كافة العبوديات كافة .. وهل هى فى تعريفها النهائي إلا حالة صلح بين الإنسان ونفسه وبين الانسان والآخريين وبين الانسان والله !
وهذه المصالحة لا تتحقق إلا بالعمل بأن يضع الانسان قوته وماله وصحته فى خدمة الاخريين وبأن يحيا حياة الخير نية وعملا وأن تتصل العلاقة بينه وبين الله صلاة وخشوعاً فيزيده الله سكينة ونوراً ومدداً .. وهل هذه السعادة إلا الدين بعينه !
إن الإنسان ليضحى بلقمته و بيته و فراشه الدافئ فى سبيل أهداف و مثل و غايات شديدة التجريد كالعدل و الحق و الخير و الحرية
مصطفى محمودعن طريق النفس أتحكم فى الجسد
و عن طريق العقل أتحكم فى النفس
و عن طريق البصيرة أضع للعقل حدوده
و حينما نعيش حياتنا لا نضع اعتبار ا للموت و نتصرف في كل لحظة دون أن
نحسب حساب ا للموت .. و ننظر إلى الموت كأنه اللامعقول .. فنحن في
الواقع نفكر و نتصرف بهذه الأنا العميقة التي هي الروح و التي لا تعرف
الموت بطبيعتها .
.. و يوم يسقط الجسد
تراب ا سوف يظل هو على حاله ح ي ا حياته الخاصة غير الزمنية .. و لا نجد
لهذا الجزء اسم ا غير الاسم الذي أطلقته الأديان و هو الروح
العقل معذور في إسرافه إذ
يرى نفسه واقف ا على هرم هائل من المنجزات و إذ يرى نفسه مانح ا
للحضارة بما فيها من صناعة و كهرباء و صواريخ و طائرات و غواصات و إذ
يرى نفسه قد اقتحم البر و البحر و الجو و الماء و ما تحت الماء .. فتصور
نفسه القادر على كل شيء و زج نفسه في كل شيء و أقام نفسه
حاكم ا على ما يعلم و ما لا يعلم .
و الكون ك له جدول من القوانين المنضبطة الصريحة التي لا غش فيها و لا
خداع .
سوف يرتفع صوت ليقول : و ما رأيك فيما نحن فيه من الغش و الخداع و
الحروب و المظالم و قتل بعضنا البعض بغي ا و عدوان ا .. أين النظام هنا ؟ و
سوف أقول له : هذا شيء آخر .. فإن ما يحدث بيننا نحن دولة بني آدم
يحدث لأن الله أخلفنا في الأرض و أقامنا ملوك ا نحكم و أعطانا الحرية .. و
عرض علينا الأمانة فقبلناها .
و كان معنى إعطائنا الحرية أن تصبح لنا إمكانية الخطأ و الصواب .
و كان كل ما نرى حولنا في دنيانا البشرية هو نتيجة هذه الحرية التي
أسأنا استعمالها .
المثقفون لهم اعتراض تقليدي على مسألة البعث و العقاب , فهم يقولون
: كيف يعذبنا الله و الله محبة ؟ و ينسى الواحد منهم أنه قد يحب ابنه كل
الحب و مع ذلك يعاقبه بالضرب و الحرمان من المصروف و التأديب و التعنيف
.. و كلما ازداد حبه لابنه كلما ازداد اهتمامه بتأديبه .. و لو أنه تهاون في
تربيته لا تهمه الناس في حبه لابنه و لقالوا عنه إنه أب مهمل لا يرعى
أبناءه الرعاية الكافية .. فما بال الرب و هو المربي الأعظم .. و كلمة الرب
مشتقة من التربية .
« erste vorherige
Seite 8 von 121.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.