مكانُكَ في المقهى
.ليسَ خاليًا
بعدَ رحيلِكَ
جاءَ عصفورٌ
.وجلسَ في رُكْنِك
أتأمَّلُهُ
من بعيد
مثلما كنتُ أتأمَّلُكَ
وهو يدخِّنُ سيجارتَهُ
ويشردُ بعينيه التائهتين
.في الدخان
كُنْتُ على الجانبِ الآخر من العتمةِ
لا عودةَ لي ولا وصول
بعدَ أن أكلتِ العصافيرُ
خبزَ خطواتي.
في ظلِّهِ فقدْتُ ظلِّي
سوزان عليوانلأنَّها لم تكن يومًا أشيائي.
سوزان عليوانالخطأُ ذاتُهُ.
الخلاءُ ثانيةً.
الخيبةُ الأعمق من الغفران.
ماذا أُسمِّي الفراغَ الذي
بينَ شاهدِ قبري
وشهادةِ ميلادي؟.
أينَ نافذتي أيَّتُها الجدران؟
سوزان عليوانكُلَّما انهمرَتْ من أغصانِها ورقةٌ
جفلَ ظلُّها كحصان.
الشجرةُ التي
تُدْرِكُ
العمقَ الحقيقيَّ
لجرحِ وجودِها.
لم يَعُدْ يُجْدِي أسفٌ.
ما مضى
لن يُستعادْ
والقليلُ الذي تبقَّى
لا يستحقُّ عناءَ الخطواتِ.
يا قلبي العاطل عن العالم
أيُّها المعطوبُ بعشقِ مدينةٍ كانت
عبثًا حلُمْنا وحاولْنا وأحببْناها.
الرسائلُ لم تَصِلْ
والمطرُ يمحو ملامحَنا.
أهي الوجوه كلها تشبهه ؟
أم أنها .. لفرط الولع
في كل وجهٍ عابرٍ
تراه !
ما أودّ قوله، دون أن يقاطِعني فراق ..
ما في الكلام من عجز عن الكلام .
ما يُضيء الأرضَ كنجمةٍ، ضحكتكَ المكْسُورة ..
ما يفُوق الوصفَ والاحتمال .
« erste vorherige
Seite 32 von 53.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.