آه من تباريح الحب ! إنها لوحوش من الأحزان ثائرة ، فكل راجفة من رواجف الصدر كأنها من حر الشوق
ضربة مخلب على القلب .!
إن للقلب أربع لغات يتلكم بها : واحدة منهن بالألوان في الوجه ، والثانية بالدلال في الجسم ،
والثالثة في النظر بالمعاني ، والأخيرة وهي أسهلهن وأبلغهن يتكلم بكل ذلك في ابتسامة !
أنتَ لم تكن تفكر فيّ وأنا لم أكن أفكر فيك ، ولكن لماذا كنت أحيد عن طريقك لئلا ألتقي بك ،
وأنا التي أود أن أبحث عنك في كل مكان ؟؟ ولماذا كنت تتقن خطواتك إذ تعلم أني أراقبها ؟
وتنغم نبرات صوتك وتنوعها إذ تعلم أنها واصلة إلي ؟؟!
ولن يكون الحب عشقاً ما لم يرتفع بالنفس عن ذاتها ، ولا تسمو النفس عن ذاتها ما لم يعل نظرها إلى الأشياء ،
والنظر الإنساني لا يعلو بشيء إلا إذا ألبسه معناه الإلهي !
في ابتسامة الحبيب ينتقل العاشق بروحه بين المعاني والخيالات الشعرية السماوية ،
وفي تلك النظرات منه يسافر بقلبه إلى أحلامه البعيدة كما يسافر الفلكي بعينه إلى النجوم في التلسكوب
يا حبيباً إذا حننت إليه // حنّ في رقتي عليه حنيني
أنت شخصان في الفؤاد ، فشخص ٌ // عند ظني ، وآخر في يقيني
واحد كيف شئت أنت ، وثانٍ // كيفما شئته أنا وظنوني
لا بهذا رحمتني أو بهذا // بل بعقلي عذبتني وجنوني !
أملي فيك كالخيال على المــرآ // ة كذب مصور للعيون !
والشمس والكواكب نار ، ولكنها على الدنيا نور ، أما وجهك فنور ، ولكنه على قلبي نار !
مصطفى صادق الرافعيو "أما قبل" ... فقد رأيت عندك الفجر وأخذت منه نهاراً أحمله في روحي لا يظلم أبداً !
وخالطت عندك الربيع وانتزعت منه حديقة خالدة النضرة في نفسي لا تذبل أبداً !
وجالست عندك الشباب وترك في قلبي من لحظاته ما لا يهرم أبداً !
واجتمعت عندك بالحب وكشف لي عن مخلوقات الكون الشعري الذي تملؤه ذاتي لا ينقص أبداً !
و رأيتك يا فجري وربيعي وشبابي وحبي .. فلن أنساك أبداً !!
و "أما قبل" ..... !!!
ما أمرّ عذاب من وجد الضروري له مستحيلاً عليه !
مصطفى صادق الرافعيوخلّيتني وعينيك ... وخلّيتني وما كتب علي !!
مصطفى صادق الرافعي« erste vorherige
Seite 49 von 70.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.