ان الاسلام يعترف بالكائن البشرى كما هو -بنوازعه وميوله الفطرية - ولكنه يهذبها ويضع لها الحدود فى الدائرة التى تحقق بها مصالح المجتمع ومصالح الفرد ذاته وأنه اذا كان يطلب من النفوس ان تتسامى وتترفع ،فأنه لا يفرض هذا فرضا ، بحيث يعتبر المخالف له مذنبا امام الله وفى نظر الشرع وانما هو يفرض فقط الحد الادنى الذى لا تصلح بدونه الحياة، ويترك المجال بعد ذلك للسمو والتطهر ، تطوعا لا فرضا . فلا يثقل على النفوس ،لا يقهر نوازع الحياة فى الاحياء
محمد قطبوفي البيئة المتأخرة تُهمَل التربية، لأنها تبدو في وسط الجهل ترفاً لا تتطلع إليه العيون. والتربية هي الوسيلة الوحيدة التي تجعل من الإنسان إنساناً وترفعه عن مستوى الحيوان
محمد قطبDas Zitat auf Deutsch anzeigen
Das Zitat auf Französisch anzeigen
Das Zitat auf Italienisch anzeigen
فهذا المخلوق تحتفل به السماوات والأرض, ويتولى الله سبحانه وتعالى بنفسه إعلان مقدمه على الملأ الأعلى , والملائكة يفزعون للنبأ ويهتزون , ويراجعون ربهم ويطلبون المزيد من المعرفة عن حكمة خلق الإنسان و إستخلافه, وهم "لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون" ثم يسجد الملائكة لمعجزة , زيادة فى إبراز أهميته وتوكيدا لتفرد هذه المعجزة بين المعجزات. كل ذالك يعطى إيحاء بتفرد الإنسان
محمد قطبفالأن نستطيع أن نأخذ فكرة عامة عن هذا المخلوق :
* إنه مخلوق متفرد , فكل تفسير له يلحقه بغيره من الكائنات تفسير باطل من أساسه , سواء فى ذالك من يفسره بالتفسير الحيوانى او التفسير الميكانيكى , أو يفسره بالتفسير الملائكى أو النورانى , أو غيرهما من التفسيرات.
* وهو مخلوق خطير الشأن فى دورة الحياة . أولى أيات خطره أن الله بنفسه سبحانه هو الذى يعلن نبأ مولده. ومن أيات هذا الخطر أن تسجد لخلقه الملائكة وأن يسخر الله له السموات والأرض جميعا. وأن يجعل الله إرادته العليا سبحانه مقضية عن طريق إرادة الإنسان وسلوكه وأفعاله "إن الله لايغير مابقوم إلا أن يغيروا ما بأنفسهم " .. "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس"
* مخلوق مزود بطاقات . من أبرزها طاقة المعرفة , وطاقة الإرادة الضابطة , وطاقة القوة الفعالة المتضمنة فى مغنى الخلافة ومقتضياها. وطاقة الصراع والقدرة على التوجه إلى الله وتلقى كلماته وتتبع هداه .. والقدرة على الإستقرار والمتاع.
* وهو مخلوق مشتمل على نقطة ضعف وهى حب الشهوات ونسيان العهد ونسيان الهدى والكفر بأيات الله.
* وه مخلوق ذو طبيعة مزدوجة. فيه القدرة على الإرتفاع لأقصى مدى والقدرة على الهبوط للحضيض.
فكما نتلقى من الله شعائر التعبد فنعبده سبحانه وتعالى بما تعبدنا به من صلاة وصيام وزكاة وحج ، كذلك نتلقى منه أمور حلالنا وحرامنا ، أي الشريعة التي تحكم أمور حياتنا في الصغيرة وفي الكبيرة سواء ، لأن الله تعبدنا بتنفيذ شريعته كما تعبدنا بالصلاة والصوم والزكاة والحج ، وكلها سواء
محمد قطبStichwörter: الشريعة-مقرر-علم-التوحيد
فى أشد اللحظات فردية يحمل الإنسان فى قلبه "مشاعر" تربطه بالأخرين. وفى أشد اللحظات جماعية يحس بأنه -على الأقل- هو الذي ينفذ رغبة الجماعة بذاته ... بكيانه الفردى
محمد قطبيجعل الإسلام سلبية كاملة إزاء الله .... وإيجابية كاملة إزاء كل قوى الكون ...
محمد قطبالإسلام ـ كما قلنا مرارا ـ حجة على الأمة , و ليست الأمة ـ في أي جيل من أجيالها ـ حجة على الإسلام , إن استقامت على أمر الله فهي مستقيمة , وإن انحرفت عنه فهي منحرفة , ويبقى دين الله كما أنزل , لا يصيبه من انحراف الأمة شئ .
محمد قطبStichwörter: دين إسلام فكر أمة
إن الإنسان يكون في أحسن حالاته حين يدرك مكانته في الوجود على حقيقتها : عبد لله , و سيد في الأرض , مسخر له ما في السماوات و ما في الأرض
محمد قطبالإنسان عابد بفطرته .. وهو إما أن يعبد الله وحده بلا شريك ، وإما أن يعبد آلهة أخرى غير الله ، معه ، أو من دونه سواء!
إنه لا يوجد من لا يَعْبُد ... وحين يدعى ذلك إنسان ، ويتوهم أنه "طليق" من كل عبادة ، فهو الذى قال الله عنه :
( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )
إنه حتى فى هذة الحالة "عابد" .. ولكنه عابد لغير الله.
« erste vorherige
Seite 8 von 9.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.