كم هو من الصعب أن نفصل الماضي عن سلسلة الحياة.. وأن سلسلة الحياة التي تبدأ بالماضي لا تبدأ إلا بالحاضر، ولا تنتهي إلا بآخر لحظة يتوجب علينا عيشها في المستقبل.. الماضي هو المرجع الذي يشكل صورة حاضرنا.. وملامح مستقبلنا .. فلماذا نظن بأننا قادرون على طيه وعلى المضي قدماً ؟! .. الماضي الذي نصر على أنه مات، سيظل حياً ما دمنا على قيد الحياة.. الماضي لا يموت.. لا يموت !.. موته ليس إلا وهماً، نحاول إقناع أنفسنا به ليغفر الآخرون لنا أخطاءنا الماضية، ولنقدر على العيش بلا لوم ولا عتب..
أثير عبدالله النشميعندما نحزن في الغربة، تموء أحزاننا حتى يكاد صوت الحزن أن يبحّ.. في الغربة لا قدرة لأحد على أن يحتضن أوجاعنا ولا على احتواء تبعثرنا .. هناك لا أحد يشبهنا، حتى لو حلقنا ذقوننا.. وسرّحنا رؤسنا وتحدثنا الإنجليزية بلكنة حمقاء باردة..
هناك جميعهم يتشابهون.. نحن فقط من نختلف عنهم، نحن الدخلاء الهاربين من جراحنا، اللاجئين من أوطاننا بسبب حزن ما، حرب ما.. حبّ ما.. عقيدة ما .. قبيلة ما ..
غبت طويلاً هذه المرة.. لكني لا أحاول التفكير في أسباب الغياب، أتجنب التفكير في متى ستكون عودتها.. لا أفكرإن كانت هنالك عودة من الأساس.. كل ما أفكر فيه حقيقة هو أنه لابد من أن لها أسبابها !.. الأسباب التي يبدو بأني لن أعرفها يوماً..
أحاول أن أعوض غيابها بممارسة عاداتها كلها، أنا الذي لم أتبن يوماً عادة لأحد!.. لكنني بتَ أمارس عاداتها وكأنني استحثها من خلالها على الرجوع ...
لكن الحياة أحياناً تدفعنا لأن نتلوى ألماً حينما تجبرنا على أن نقدم خيارات مرة...
وفي الحياة نمرّ بهذا المأزق كثيراً.. وما يخلفه هذا الموقف/ المأزق في دواخلنا لا يمحى أبد الدهر بل يبقى يقظاً، دامياً، ملتهباً مهما مرّ عليه من الوقت.. هذه المواقف تجعلنا نقهر حتى نشعر بأن أرواحنا تكاد أن تتفتق من الألم ..
اليوم أعرف جيداً أنني لست إلا فاشلاً، فما معنى أن نحقق نجاحاً علمياً ومجداً أدبياً إن لم نحقق أي إنجاز عاطفي!... ما فائدة المجد والشهرة إن لم يكن هناك سعادة!.. السعادة التي لا تتحقق إلا بالاستقرار.. الاستقرار الذي لا يحتوينا إلا عندما تضمنا العاطفة التي مصدرها العائلة أو العاطفة التي تصبح مصدراً لخلق عائلة، وأنا نجحت في كل شيء عدا عاطفتي!.. ولا أظن بأنني سأقدر على النجاح في خلق عائلة ذات يوم...
أثير عبدالله النشميلكنني أخشى أن يفقدني القدر ما استعدته مؤخراً.. لأنني أدرك جيداً بأنني إن خسرت إيماني بالحب هذه المرة فلن أستعيد إيماني به مطلقاً.. أدرك بأنني سألحد عاطفياً وإلى الأبد .. ولا أظن أنني سأقدر على أن أكمل الحياة بعدما أتجرد من عاطفتي أيضاً ..
أثير عبدالله النشميأعيش فراغاً داخلياً، وأن أموت ممتلئاً بالفراغ.. سأمضي مثلما قالت شاعرة فلسطين "لا أنجزت هدفاً ولا حققت غاية، عمر نتهايته فراغ مثل البداية".. فهذا ما قدر لي ...
أثير عبدالله النشميبعض الذكريات عندما تقفز في ذاكرتنا، وبعض "الماضيين" الذين يظهرون فجأة في حيواتنا بين الحين والآخرة، يجعلوننا نبتسم لا سعادة ولا تهكما، بل لأن شيئا ماضيا جميلا، وأحيانا مرا، زارنا في وقت لم نتوقع فيه أية زيارات من الأمس البعيد.
أثير عبدالله النشميلم يتبق مني سوى القليل.. القليل جدا وامرأه مثلي تدرك جيدا بان ما تبقى منها لن يرضي رجلا مثلك! لم تقبل بي حينما كنت اتنفس تسامحا وانبض مغفره
أثير عبدالله النشميDas Zitat auf Deutsch anzeigen
Das Zitat auf Französisch anzeigen
Das Zitat auf Italienisch anzeigen
الحب كزجاجة رقيقة ... زجاجة من السهل خدشها , زجاجة لا يعيدها الى حالتها الطبيعة شيء بعد ان تخدش
أثير عبدالله النشمي« erste vorherige
Seite 19 von 30.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.