يالو يا سيدي لا يوافق معي أن الحياة لا معنى لها. كأنه اكتشف معنى آخر للحياة لا يريد أن يقوله لأحد. حتى أنا لا أعرف. أدنو منه وأقرأ له، يلتفت إليّ لحظة، ثم يشيح وجهه عني، ويعود إلى عالمه الخاص الذي يأخذه إلى حيث لا يدري. يالو يا سيدي اكتشف أن الإنسان لا يكون إلا حين يصير في أسفل السافلين. هناك في الأسفل، لا يعود أحد أداة أحد. هناك يصبح خروفاً ذبج بدل الجميع،فطارت روحه فوق العالم لأنها صارت حرّة
إلياس خوريقالت انكسر صوتي هنيك بالبلونة، منشان هيك ما بقدر حبك مزبوط، فلم يفهم معنى هذا الكلام. تخيّل آنية فخّارية تسقط على الأرض وتنكسر. لكنه لم يفهم أنه حين صوت المرأة ينكسر، فهذا يعني أن قلبها أصيب ببحّة عميقة لا دواء لها. والقلب المبحوح لا يتسطيع أن يحب
إلياس خوريوالله ضعت. ضعت وخفت ويئست وترددت وتململت وتذكرت ونسيت...
إلياس خوريقال سميح إنّه دخَل السجن للمرّة الأولي في تشرين الأول عام 1967. كان يوزّع منشورا في المدينة ضد الاحتلال الاسرائيلي ، عندما اعتُقل. وفي السجن، قال، "علّمني الضابط الاسرائيلي الدرس الأول في حياتي" . حقق معي وهو يحمل المنشور في يده ، وطرح عليّ الأسئلة . في البداية نفيت ، قلت إنني كنت أقرأ المنشور ولا علاقة لي بتوزيعه ، والحقيقة أنني كاتب المنشور الذي يدعو إلي إضراب المدارس ضد الاحتلال . نظر إليّ في عيني وقال إنني جبان ! قال أنه لو كان مكاني ، ولو كانت بلاده محتلّة ، لما قام بتوزيع المناشير ، لأنه عيب ، كان عليك أن تزرع القنابل بدل توزيع هذه الأوراق . اعترفت أنني كاتب المنشور ، فزاد احتقاره لي ، وقال إننا نستحق الهزيمة.
إلياس خوريفقررت قتل الوقت بالكلام. هل سمعت هذه العبارة المخيفة التي نستخدمها في لغتنا اليومية، نقتل الوقت! الوقت هو الذي يقتلنا ومع ذلك ندّعي أننا نقتله!
إلياس خوريالوهم يعطينا شعوراً بأن الحيّ يرث حيوات كل الآخرين. لذلك اخترعوا التاريخ. أنا لست مثقفاً، لكني أعرف أن التاريخ خدعة كي يتوهم الانسان أنه عاش منذ البداية وأنه وريث الموتى. وهذا وهم. الإنسان لا يرث ولا يؤرخ ولا شيء، وحياته معبر بين موتين...
إلياس خورييالو كان مقتنعًا أنّه لا وجود سوى لخطيئة واحدة, وأنّه كان يرتكبها مرغمًا ودون أن يقرّر إذ يجد نفسه وحده مع الخطيئة, يدخل إلى الحمّام, ويمسك بالخطيئة ويرى النجوم.
قال لشيرين إنّه يحبها لأنّه رأى النجوم. هذا الشعور بالنجوم التي تتفتّح مثل العيون في جسد اللّيل, لم يشعر به من جديد إلّا مع شيرين, هناك في بيته الصغير أسفل الفيلا, أمّا مع الأخريات, نساء الحرج أو المدام أو بنات الحرب, فلا.
"أحبّك من أجل النجوم", قال لها في المطعم, لكنها لم تفهم شيئًا.
« erste vorherige
Seite 4 von 4.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.