رب أولئك الذين فوق, ورب أولئك الذين تحت .. ورب أولئك الذين بين بين, يرنون إلى فوق بأمل, وينظرون إلى "تحت" بجزع .. رب أولئك يولدون ويوضع لهم رصيد ووديعة في البنك, ورب أولئك الذين يستدين آباؤهم ليسدوا مصاريف الولادة .. رب الذين دراستهم في المرحلة الابتدائية,تكلف أكثر مما ستفعل في الجامعة, ورب أولئك الذين لا يملكون ثمن الزي المدرسي الموحد .. رب أولئك الذين ترمى فضلات طعامهم -بالأكوام- في القمامة, ورب أولئك الذين يبحثون عن الطعام في القمامة .. رب سيدات المجتمع الثريات وقلوبهن المتخمة بالخواء والتشاوف .. ورب النسوة اللواتي يفقن من الفجر, وقبل الفجر, ليبدأن رحلة الكدح اليومي بين سماسرة العمل والمساومة في بيع المحاصيل .. رب أولئك النسوة اللواتي يستخدمن مساحيق تجميل تكفي لإطعام عشرة عوائل .. ورب النسوة اللواتي ما عرفن غير القهر قناعاً لوجههن .. رب الأصحاء المعافين, ورب الأطفال المعوقين .. رب الجثث مجهولة الهوية تركت في العراء بلا مراسيم .. ورب الجثامين التي تنصب لها السرادقات وتقام لها الاحتفالات التأبينية .. رب أولئك الذين يبحرون في اليخوت المترفة .. ورب أولئك الذين يغرقون, بينما هم في مراكب صغيرة في عمق المحيط, بحثاً عن فرصة أفضل, يسمونها هجرة غير شرعية .. رب أولئك المتسولين عند تقاطعات المرور .. ورب أولئك الذين يمدون أيديهم ليمنحوا النقود من السيارات المترفة وكل همهم ألا تمس أيديهم أيدي المتسولين .. رب أولئك الذين يعيشون حياة "خمس نجوم" .. ورب أولئك الذين حتى لم يسمعوا بذلك .. رب الأغبياء الأغنياء الذين سيتكفل مالهم بشراء الشهادة واللقب والوجاهة الاجتماعية .. ورب الأذكياء الفقراء, الذين سيضيع ذكاءهم فرصة مهدرة في مطحنة البحث المبكر عن العمل .. رب أولئك الذين يحلقون في درجة رجال الأعمال, ولا يرضون بأدنى .. ورب أولئك الذين يتدبرون بصعوبة أجرة باص مهترئ تشك أنه سيكمل الرحلة .. ورب النسوة الفضليات, اللاتي لم يخطئن يوماً لأنهن لم يخرجن يوماً من لفافة الحماية حولهن .. ورب النسوة اللواتي بعن أجسادهن من أجل دواء وحليب ورغيف خبز .. رب أولئك الذين حميتهم مكلفة أكثر من الطعام العادي .. ورب أولئك الذين ينامون على عزف أنين الجوع في بطونهم .. رب أولئك الذين يعلمون .. وأولئك الذين لا يعلمون ولا يعلمون أنهم لا يعلمون .. رب المؤمنين المتقين - لا يعلنون عن إيمانهم بين كل جملة وأخرى .. ورب أولئك المدعين, الإيمان عندهم كلمة لا أسهل منها.. ولا أسهل من تجاوزها أيضاً .. رب السجانين والمسجونين .. ورب الضحايا والجلادين ورب الزبانية والمعذبين .. رب أولئك الذين قضوا زهرة شبابهم داخل حفرة في معتقل .. ورب أولئك الذين تسببوا بذلك وهم لا يكفون عن الحديث عن العدالة والحرية .. رب أصحاب المبادئ حتى لو كانوا ملحدين .. حتى لو كانوا بلا شعارات .. ورب الذين لا مبادئ عندهم حتى لو كان عندهم مظاهرها وشعاراتها .. رب المشردين المهجرين اللاجئين .. كان عندهم بيوت مثل الجميع, ربما أكبر وربما أصغر من بيوت الجميع .. لكن تجار الدين والحروب والسياسة, من ملأ كل زمان ومكان.. شاؤوا أن يتقاسموا مصالحهم - وكان أن هجر هؤلاء .. رب الناجحين والفاشلين .. الأولين والآخرين .. رب الثائرين والنائمين .. رب أولئك الذين تكلفهم نوبة زكام بسيطة في مستشفى فندقي بقدر ما يمكن أن يقيم أود عشرة مرضى بمرض عضال .. ورب أولئك الذين يموتون من أجل لقاح تافه لا يتعدى السنتات العشر ..
رب أولئك الذين لا قضية لهم ويخوضون مع الخائضين .. ورب أولئك الحالمين بعالم أفضل من هذا, عالم أقل تناقضاً وأقل بشاعة .. رب أولئك الذين يريدون أن يبقى العالم كما هو .. ورب أولئك الذين يحلمون بعالم جديد أكثر عدالة.. كل هذا, وكل هؤلاء وأكثر, هو ربهم جميعاً ..
رب العالمين ..
إنه عالم جديد فعلاً, لكنه ليس حلماً من أحلام الحالمين ولا وهماً من أوهام الواهمين ..
إنه عالم جديد "ممكن" وهو ممكن بالذات لأنك يمكن أن تبنيه .. أن تساهم في صنعه وتشييده .. وأنت بما تملكه من كتاب أحق من غيرك بالمناداة به ..
إنه ممكن .. لو آمنت بنفسك, وبدورك, لو آمنت أن دورك في هذا العالم أبعد ما يكون عن تلك القصة الصغيرة التي زججت بنفسك فيها, بل هو جزء من قصة كبيرة هي محور الخلق كله ..
إنه عالم جديد "ممكن" .. لكنه مشروط بقبولك لدورك في الحياة ..
إنه صبر المثابرة إذن والدأب, وليس صبر الانتظار المرادف لليأس .. إنه صبر العاملين وليس صبر العاطلين عن العمل .. إنه صبر الإصرار وليس صبر الاستسلام ..
أحمد خيري العمريمع الوقت .. اكتشفت أن ما هو أسوأ من الألم الحاد .. حالة ال"لا ألم" التي يمكن أن تتقدم بها بعض أخبث الأمراض وأشدها فتكاً .. دون أن تقدم إشارة أو علامة على تقدمها ....
المهمة غير المستحيلة .. أحمد خيري العمري
مع الوقت، اكتشفت أن ما هو أسوأ من الألم الحاد، حالة الـ"لا ألم" التي يمكن أن تتقدم بها بعض أخبث الأمراض وأشدها فتكاً .. دون أن تقدم إشارة أو علامة على تقدمها
أحمد خيري العمريالنهضة الحقيقية شيء آخر أعمق وأبعد من مجرد تنمية اقتصادية على النمط الغربي
المهمة غير المستحيلة
الفشلُ هو أحيانًا أوْفَى أصدقائنا و أكثرهُم ملاءَمةً لنا , رغم أنَّ ذلِكَ لا يرُوقُ لنا , و أحيانًا نتجاهلُه !
الفَشَل ؟!
ربما يكونُ أحيانًل صديقي وصديقك وصديق الجميع يا صديق ,
لكن المهم ألا يكون صديقك الوحيد !
التمعُّر الذي يمنعُ العذاب , و الذي يفتقدهُ العبد الصالح في القرية الفاسدة هُو في النهاية تلك الهويَّة الحقيقية الَّتي تفصح -من أقرب الطرق و أوضحها- عن حقيقة انتمائك !
أحمد خيري العمرييخيَّلُ إليّ أحيانًا , أنَّ أحدًا لن يدخلَ الجنَّة , إلا إذا كان قد أخرَجَ واحدًا غيرَهُ من النَّار !
إنَّها الطبيعة الجمَاعيَّة لهَذا الدِّين , لا أحد يدخُلُ الجنَّة إلا إذا كانَت يدهُ بيَد شخصٍ آخر سبَقَ لهُ أن مدَّ يدهُ عنْدَما كانَ مُعدًا للنَّار وَ سحَبَهُ و أنقذَهُ منها
لا أزال أؤمن بأن الأفكار عندما (تتغير) فإنها (قد) تؤدي إلى تغيير السلوك. التقليل هنا لأن ذلك ،للأسف، ليس حتمياً. وأحياناً يحدث تغيير في الأفكار، دون أن يرافقه تغيير موافق في السلوك على الإطلاق مما ينتج تلك الهوة المعروفة بين الفكر والسلوك، التي قد تصل إلى حد النفاق أحياناً..
أحمد خيري العمري« erste vorherige
Seite 29 von 45.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.