مرت الأيام واخيها يكبر ويزداد جمالا وانتفاخا ...
تتسلل اليه تارة فى سعادة وتلعب معه لكن حينما يدخل والدها تختبىء وتظل تنظر إليهما وهما يتبادلان لحظات اسعد ما تكون لهما وأشقى ما تكون لها ... ما ذلك الشعور البغيض الذى يجتاحنى !!
لما هناك أشياء تخدش بداخلي وتؤلمني هكذا !!!...
انا لا احب ذلك ... انا اريده ان يعود إلى ...
انا اريد أبى ...
ثم تنفجر باكية بعدما كانت الدموع لا تعرف اى طريق تسلكه لعينيها ...
Stichwörter: كتاب صور ألبوم معرض معرض-القاهرة معرض-الكتاب
وما هى الا ثوان وانسكب قلمها ممسكا بيد من كانت تظنه مجرما واخذا يجريان فى انسياب على صفحات الورق...
نعم ما كان ذلك المجرم سوى مجرد كلمات...
كلمات تكدست وتتداخلت داخل عقلها فإذا بها تسد شرايينه وتعيق تدفق افكاره...
كلمات لم يكن لأحد من الناس أن يفك شفراتها فطالما عهدت في نفسها الكتمان والصمت ...
لكنه وحده قلمها ...
كان دائما موجودا هناك ...
ومنذ متى كانت الصرخات والآهات تحرك الناس؟! لقد انتهى ذلك العهد منذ زمن طويل
سارة المغازىإنك تتعذبين الآن. هل يمكن للطهارة والجمال أن يؤلمان الإنسان هكذا؟!!.. لا يافتاة.. الشر هو ما يعذب الانسان
سارة المغازىعندما تنظر لحلمك تخيل انك تنظر إلى ابنك ... عندما يتعلق الأمر بك ربما تُحبط .. تصمت عن حقك ... تقف فى مكانك أو ربما تتراجع تماما ... لكنك لن ترضى ذلك لولدك يوما ما ... لن ترضى ان يمسه احد ... اذا اخبره احدهم ان السماء بعيدة عنه ستفعل المستحيل كى يصل إليها ... اذا وضعوا الأغلال حوله ستنزعها حتى لو كنت انت الثمن ... لن تسمح لأحد ان يغمض عينيه حتى لو كان ذلك الشخص هو أنت ...
فاذا ما وصل منك إلى تلك المنزلة ...
فأطمئن ... لقد رأيته الأن بعينيك :):)
دائما ما يخبروك ... اننا نأكل ونشرب ونعيش ثم عندما تفارقنا الروح نعود لربنا ... تلك ساقية وكأس تدور علينا كلنا ... مالك تظن انك ستخالف سنة الحياة !!! ... مالك تظن انك يمكن ان تفر من تلك الساقية يوما ما !!!
كان عمر ابن الخطاب يأكل ويشرب وينام ويتزوج وينجب الأبناء ومات فى يوم من الأيام ... لكنه لم يترك الساقية تتحكم فيه يوما ما بل كان هو من يحركها ويطوعها لما هو اعظم من مجرد الحياة ... كان يعلم عظم الأمانة وان كل ما حوله موجود ليعينه عليها لا لكى يلهيه عنها ...
لذلك بقى عمر وخلدت رسالته ...
وتوارى فى التراب كل من ادعى ...
انها مجرد ساقية تربطنا من رقابنا ...
وان لا سبيل لنا سوى ان تأخذنا حيث تذهب ...
أنها الأن راجعة اليهم ... دون شىء سوى حسرتها وحزن قلبها ...
لكن أنتظرى ...
لا تحزنى هكذا ... فقد تبقى لك شيئا ما ...
ليست الحياة بتلك القسوة التى تظنيها ...
أنظرى الى ذلك السلم الذى طالما تعبت فيه ...
هو لك الأن وحدك ...
استخدميه عكازا كما تشائين ...
انها لا تحتاج ان تسأل عما ألم بك...
يكفى ان ترتمى فى احضانها وتدفن نفسك بداخلها حتى تقرأ كل ما يجول بداخلك بل وترد عليك فى رسائل هى اجمل ما تكون املا وحياة ...
تنسى حينها الزمان والمكان وتجد كل اثقال الدنيا وقد سكنت بين يديها حتى غدت ذرات لا تكاد تزن شيئا ...
كم شعرت في تلك اللحظة بالعجز والضعف ... كم تمنيت لو كسرت ذلك الذي يكبل عنقي وألقيته بعيدا... لا أتحدث عن كبت الناس والمجتمع فتلك أمور ضعيفة واهية أمام إرادة عازمة واثقة... لكنها الأسوار والجدران التي أخذت ابنيها حولي قلبي حتى كبلته ... شعرت وكأن أميالا تفصلني عما تمنيته في حياتي ... شعرت بأحلامي تطير بعيدا مع تلك الطيور وتبتعد عنى وكأنها قد ملت تخاذلي وتقصيري في حقها ... وددت لو رجوتها أن تنتظرني ... تمهلني الوقت كي ألملم شتات نفسي وأحلق ورائها ... لا ادري إن كانت تسمعني أم لا ... لكنها كما عهدتها دائما تسامحني كلما قصرت بحقها وتبقى بجانبي ممنية نفسها أن أفيق يوما ما ...
سارة المغازىتنهد طويلا ثم قال : يا بنى .... اننى كنت مثلك تماما ... شاب فى مثل عمرك ... أحمل احلاما وردية وحماسا لا حدود له... كنت اريد ان ألف العالم ... ان احلق فى السماء .... يوما ما أغضبنى حالهم وقررت النزول ... لكن شيئا فشيئا اعتدت عليه وآلفته ثم بعد ذلك سلمت به ... لدرجة انى اقتنعت كما انت مقتنع اننا نسير للأمام وهم من يسيرون للخلف ...صدقنى انه اسوء من ان تعيش الواقع هو ان تصدقه ....
سارة المغازىStichwörter: كتاب صور الرحلة ألبوم
« erste vorherige
Seite 2 von 2.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.