الحُبّ هنا ولدٌ شقيّ لا يُتقن فنون الكَلام ولا فنون المُمارسة.
العاشق لم يعد يسمّى "عاشقاً" بل أصبح أقرب منه إلى "الواهم". والعاشقة لا تعرف عن العِشق سوى اسمه وطريقة تركيب حروفه، فَكلاهما يتجوّلان نهاراً في الشّوارع بحثاً عن الخُلوة أو في المَقاهي لشرب كأسي قهوة باردة كَمشاعرهما. ثمّ يخلُدان ليلاً للنوم وبينهما تموّجات ترسل كلماتها الخشبية والمنقولة إلى الهاتف النّقال أو علبة رسائل في موقع إلكتروني صاخب.
لا شيء جديد في الحبّ.. من بعد "روميو وجولييت" و "قيس وليلى" و "كافكا وميلينا".. لا توجد رسائل تستحق القراءة.. مرحباً كيف حالك أشتاق إليك.. أتمناك بقربي.. وأنا أيضاً.. انتهى.. أحلام مُقرفة كأصحابها.
قبل عيد ميلادي الواحد والعشرين بأسبوع طاردتني أشباح الكآبة كما في كلّ عام، وشعرت بالموت والفراغ من كلّ جانب، كنت أدرك أنني أتقدم في العمر كلّ سنة ولا زلت متأخرة كثيراً جداً عن أحلامي التي بدأت شُعلتها في الخامسة عشرة من عُمري.
أحسب السّنوات كما أحسِبُ عدد الكلمات التي قرأتها منذ ذلك الحين.
غير أن الأمر تغير جذرياً يوم عيد الميلاد، وبعده، والذي بعد.. لم أفهم سرّ هذه الإنحناءة في تقاسيم القَدر.. أتُراه كان يريد اختباري أم أن الوقت قد حان لتحقيق النّبوءة ؟
لا يُمكن لبَلدٍ انجَب المهدي بن بركة، المهدي المنجرة، والجابري والعروي وابن بطوطة والكثير .. أن يخيبَ أمله كثيراً .
برغم كلّ شيء لا تزال تلك الدّماء تسري في عروقنا. ولعلّنا سنتعلّم من ابن بطوطة الصّبر في أن نجوب الأرض من طَنجة / المغرب إلى المَشرق، وأكثر . فرغم قساوة الوَطن غير أنه يبقى وكرنا المُشترك ..
«.. فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور, وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور, وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً, ولقيت كما لقيا نَصَباً.» يقول ابن بطوطة .
الكتابة فعلٌ حَميمي وشخصيّ جدّاً.. إنه يصعُب على الكاتب أن يسمحَ للآخر بالقراءة له، يشعر بالتمزق وكأن جزءاً منه يتعرّى أمام العالم .. لكنه في ذات الوقت لا يمكنه الإحتفاظ بجزئه لنفسه، إنه يحتاجُ ذلك الكَشف لأنه الدليل الوحيد على كونه ليس وحيداً في العالم.
Imene MELLALStichwörter: الكتابة
أحبّ الكتابة. لا أستطيع التوقف. تماماً كما لو أنني أستمع لسَمفونية كلاسيكية من عُصور النهضة والأنوار. أو كأنني مخمورة بمُوشّحة أندَلُسية عُزفت في غَرناطة. الكلمات نبضٌ لا يتكرّر. الكتابة عزفٌ على أوتار الحياة، نعم بهذا المعنى وأكثر. القضيّة شائكة بالفعل. سأموتُ حاملة قلماً وكتاباً : اقرأ، باسم ربّك الذي خلق.
Imene MELLALStichwörter: الموسيقى
« erste vorherige
Seite 9 von 9.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.