وعوّده كر الغداة ومر العشي أن الكون يستطيع أن يكون دون ان يكون حبه الكبير !
Sayyid Qutbلقد خلا الهيكل من الصنم المعبود واستوحش الصوفي من سبحات الشهود ، وران على نفسه وعلى العالم كله ظلام وخمود
لقد عادت الحياة تكلفا لا يطاق ، وراح يقطعها كما يقطع الأجير المسخر أيامه ولياليه في العمل المجهد الكريه ، وليس له منه إلا أجره الزهيد !
ألا ما أشقى الملحدين الحيارى الشاردين عن الهيكل ، ولو كانت تعمره الأصنام !
والتواصي بالحق ضرورة، فالنهوض بالحق عسير، والمعوقات عن الحق كثيرة: هوى النفس، ومنطق المصلحة، وتصورات البيئة، وطغيان الطغاة، وظلم الظلمة..، والتواصي تذكير وتشجيع وإشعار بالقربى في الهدف والغاية، والأخوة في العبء والأمانة، فهو مضاعفة لمجموع الاتجاهات الفردية، إذ تتفاعل معاً فتتضاعف، تتضاعف بإحساس كل حارس للحق أن معه غيره يوصيه ويشجعه ويقف معه ويحبه ولا يخذله..، وهذا الدين ـ وهو الحق ـ لا يقوم إلا في حراسة جماعة متعاونة متواصية متكافلة متضامنة على هذا المثال.
والتواصي بالصبر كذلك ضرورة، فالقيام على الإيمان والعمل الصالح، وحراسة الحق والعدل، من أعسر ما يواجه الفرد والجماعة، ولابد من الصبر، لابد من الصبر على جهاد النفس، وجهاد الغير، والصبر على الأذى والمشقة، والصبر على تبجح الباطل، والصبر على طول الطريق وبطء المراحل، وانطماس المعالم، وبعد النهاية.
والتواصي بالصبر يضاعف المقدرة، بما يبعثه من إحساس بوحدة الهدف، ووحدة المتجه، وتساند الجميع، وتزودهم بالحب والعزم والإصرار...إلى آخر ما يثيره من معاني الجماعة التي لا تعيش حقيقة الإسلام إلا في جوها، ولا تبرز إلا من خلالها..وإلا فهو الخسران والضياع..
ولقد جاء الإسلام ليُنشيء أمة يُسلمها قيادة البشرية لتنأى بها عن التيه وعن الركام , فإذا هذه الأمة اليوم تترك مكان القيادة وتترك منهج القيادة وتلهث وراء الأمم الضاربة في التيه وفي الركام الكريه!
Sayyid Qutbإن جمال هذه العقيدة وكمالها وتناسقها وبساطة الحقيقة الكبيرة التي تمثلها .. إن هذا كله لا يتجلّى للقلب والعقل كما يتجلّى من مراجعة ركام الجاهلية - السابقة للإسلام واللاحقة - عندئذ تبدو هذه العقيدة رحمة! رحمة حقيقية , رحمة للقلب والعقل , ورحمة بالحياة والأحياء , رحمة بما فيها من جمال وبساطة ووضوح وتناسق وقُرب وأُنس وتجاوب مع الفطرة مباشر عميق ..
Sayyid Qutbلا يمكن أن تجيء فكرة بشرية ولا أن يجيء منهج من صنع البشرية يتمثل فيه "الشمول" أبداً .. إنما هو تفكير جزئي وتفكير وقتي ، ومن جزئيته يقع النقص ومن وقتيته يقع الاضطراب الذي يحتم التغيير ويتمثل الأفكار التي استقل البشر بصنعها ، وفي المناهج التي استقل البشر بوضعها دوام "التناقض" أو دوام "الجدل" المتمثل في التاريخ الأوربي ..
Sayyid Qutbوتتبدّل الأحوال ويقف المسلم موقف المغلوب المجّرد من القوة المادية، فلا يفارقه شعوره بأنّه الأعلى، وينظر إلى غالِبِه من عل ما دام مؤمنا، ويستيقن أنها فترة وتمضي، وإن للإيمان كرّة لا مفر منها، وهبها كانت القاضية فإنّه لا يحني لها رأسا، النّاس كلهم يموتون أما هو فيستشهد، وهو يغادر هذه الأرض إلى الجنة، وغالِبه يغادرها إلى النار، وشتان شتان، وهو يسمع نداء ربه الكريم: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد، لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار} [آل عمران: 196 - 198].
Sayyid QutbStichwörter: freedom islam dignity
سيظل سر الحياة وسر الموت خافيين تماماً , وسيظل سر الروح الإنساني بعيداً عن مجال إدراكه .. لأن شيئاً من هذا كله لا يلزمه في وظيفته الأساسية!
Sayyid Qutbالإنسان يكون في أرفع مقاماته وفي خير حالاته حين يحقق مقام العبودية لله ، إذ إنه في هذه الحالة يكون في أقوم حالات فطرته وأحسن حالات كماله وأصدق حالات وجوده
Sayyid Qutbالأولى لنا والأجدر بنا أن نبعد بقرآننا عن صراع النظريات - التي لا تزيد على كونها مجرد فروض لمحاولة تفسير الظواهر الكونية - وأن نلتزم المدلول العام الإجمالي لهذا النص القطعي النهائي.
Sayyid Qutb« erste vorherige
Seite 5 von 8.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.