وأخيراً تجيء فكرة الإسلام عن الخطيئة والتوبة ..
إن الخطيئة فردية والتوبة فردية .
في تَصَوُّرٍ واضح بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض ..
ليست هنالك خطيئة مفروضة على الإنسان قبل مولده - كما تقول نظرية الكنيسة - وليس هنالك تكفير لاهوتي , كالذي تقول الكنيسة إن عيسى - عليه السلام - [ ابن الله بزعمهم ] قام به بصلبه , تخليصاً لبني آدم من خطيئة آدم ! . .
كلا !
خطيئة آدم كانت خطيئته الشخصية ..
والخلاص منها كان بالتوبة المباشرة في يسر وبساطة .
وخطيئة كل ولد من أولاده خطيئة كذلك شخصية ..
والطريق مفتوح للتوبة في يُسر وبساطة ..
تَصَوُّرٌ مريح صريح .
يُحَمِّل كل إنسان وزره ..
ويوحي إلى كل إنسان بالجهد والمحاولة وعدم اليأس والقنوط ..
(إن الله تواب رحيم)..
Stichwörter: إرادة إنسان آدم إنسانية جهد خطيئة عيسى تكفير توبة تصور صلب كنيسة
... ومن هذا الطرف نستطيع أن ندرك أهمية القصص القرآني في تركيز قواعد التصور الإسلامي ; وإيضاح القيم التي يرتكز عليها . وهي القيم التي تليق بعالم صادر عن الله , متجه إلى الله , صائر إلى الله في نهاية المطاف ..
عقد الاستخلاف فيه قائم على تلقي الهدى من الله , والتقيد بمنهجه في الحياة .
ومفرق الطريق فيه أن يسمع الإنسان ويطيع لما يتلقاه من الله ..
أو أن يسمع الإنسان ويطيع لما يمليه عليه الشيطان ..
وليس هناك طريق ثالث ..
إما الله وإما الشيطان .
إما الهدى وإما الضلال .
إما الحق وإما الباطل .
إما الفلاح وإما الخسران .
وهذه الحقيقة هي التي يعبر عنها القرآن كله , بوصفها الحقيقة الأولى , التي تقوم عليها سائر التصورات , وسائر الأوضاع في عالم الإنسان .
Stichwörter: قصص شيطان إبليس حق إنسان عالم قرآن إنسانية حقيقة قيم عبادة طاعة إسلامي هدى تصور استخلاف باطل ضلال
فلندع هذا الغيب إذن لصاحبه , وحسبنا ما يُقَصًُ لنا عنه , بالقدر الذي يصلح لنا في حياتنا , ويصلح سرائرنا ومعاشنا . ولنأخذ من القصة ما تشير إليه من حقائق كونية وإنسانية , ومن تصور للوجود وارتباطاته , ومن إيحاء بطبيعة الإنسان وقيمه وموازينه .. فذلك وحده أنفع للبشرية وأهدى .
Sayyid QutbStichwörter: طبيعة إنسانية حقائق غيب قصة قيم تصور كونية
... والاعتبار الثاني هو أن دور الإنسان في الأرض هو الدور الأول . فهو الذي يغير ويبدل في أشكالها وفي ارتباطاتها ; وهو الذي يقود اتجاهاتها ورحلاتها . وليست وسائل الإنتاج ولا توزيع الإنتاج , هي التي تقود الإنسان وراءها ذليلا سلبيا كما تصوره المذاهب المادية التي تحقر من دور الإنسان وتصغر , بقدر ما تعظم في دور الآلة وتكبر !
Sayyid QutbStichwörter: إنسان دور إنسانية اشتراكية مادية الأرض خلافة شيوعية
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَكَذَّبُوا۟ بِـَٔايَـٰتِنَآ أُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ ﴿٣٩﴾}
وتمت كلمة الله الأخيرة , وعهده الدائم مع آدم وذريته . عهد الاستخلاف في هذه الأرض , وشرط الفلاح فيها أو البوار .
(قلنا:اهبطوا منها جميعا . فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)..
وانتقلت المعركة الخالدة إلى ميدانها الأصيل , وانطلقت من عقالها ما تهدأ لحظة وما تفتر .
وعرف الإنسان في فجر البشرية كيف ينتصر إذا شاء الانتصار ,
وكيف ينكسر إذا اختار لنفسه الخسار . . .
Stichwörter: إنسان آدم إنسانية هزيمة خسارة انتصار معركة عهد استخلاف تكذيب جهنم-نار ذرية كفر
دروس واستنباطات من قصة آدم
وبعد فلا بد من عودة إلى مطالع القصة . قصة البشرية الأولى .
لقد قال الله تعالى للملائكة: (إني جاعل في الأرض خليفة).. وإذن فآدم مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى . ففيم إذن كانت تلك الشجرة المحرمة ?
وفيم إذن كان بلاء آدم ?
وفيم إذن كان الهبوط إلى الأرض , وهو مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى ?
لعلني ألمح أن هذه التجربة كانت تربية لهذا الخليفة وإعداداً .
كانت إيقاظا للقوى المذخورة في كيانه .
كانت تدريباً له على:
تلقي الغواية ,
وتذوق العاقبة ,
وتجرع الندامة ,
ومعرفة العدو ,
والالتجاء بعد ذلك إلى الملاذ الأمين .
إن قصة الشجرة المحرمة ,
ووسوسة الشيطان باللذة ,
ونسيان العهد بالمعصية ,
والصحوة من بعد السكرة ,
والندم وطلب المغفرة ..
إنها هي هي تجربة البشرية المتجددة المكرورة !
لقد اقتضت رحمة الله بهذا المخلوق أن يهبط إلى مقر خلافته , مزوداً بهذه التجربة التي سيتعرض لمثلها طويلاً ,
استعداداً للمعركة الدائبة ..
وموعظةً وتحذيراً ..
Stichwörter: تجربة شيطان إبليس إنسان آدم عدو رحمة تربية إنسانية معركة خطيئة معصية عهد تدريب استخلاف إعداد تحذير خليفة موعظة وسوسة
ابن آدم تبدأ حياته كإنسان كامل عندما يبدأ في التفكير والعيش دون أن يكون الخوف هاجسه الأكبر
محمد الهاشميStichwörter: الخوف إنسان إنسانية عقيدة-الخوف
« erste vorherige
Seite 2 von 2.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.