لِمَنْ نشكو مآسينـا ؟
ومَنْ يُصْغِي لشكوانا
ويُجْدينـا ؟
أنَشْكُو موتَنا ذُلاًّ لواليـنا ؟
وهل موتٌ سيُحْيِـينا ؟
قَطيعٌ نحنُ .. والجزَّارُ راعيـنا
ومنفيّونَ .. نمشي في أراضينا
ونَحْمِلُ نَعْشَـنا قَسْرَاً ..
بأيديـنا
ونُعْرِبُ عن تَعازيـنا
لـنا فيـنا !
جسَّ الطبيبُ خافقـي
وقـالَ لي :
هلْ ها هُنـا الألَـمْ ؟
قُلتُ له: نعَـمْ
فَشـقَّ بالمِشـرَطِ جيبَ معطَفـي
وأخـرَجَ القَلَــمْ!
**
هَـزَّ الطّبيبُ رأسَـهُ .. ومالَ وابتَسـمْ
وَقالَ لـي :
ليسَ سـوى قَلَـمْ
فقُلتُ : لا يا سَيّـدي
هـذا يَـدٌ .. وَفَـمْ
رَصـاصــةٌ .. وَدَمْ
وَتُهمـةٌ سـافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَـدَمْ !
أهل الضفة أنتم حق
وجميع الناس أباطيل
أنتم خاتمة الأحزان
وأنتم فاتحة القران
وأنتم أنجيل الأناجيل
يامن تعتصمون بحبل الله جميعاً
وبأيديكم حجر من سجيل
سيروا والله يوفقكم
اسمعوني.
عندما تزدهر الأشواك
والأزهار تذبل
ويصير اللص ناطورا لبيت المال
والمال على رايته الخضراء
في الماخور يبذل
عندما تمتلك الأوثان بيت الله
والشيطان يفتي هيئة الفتوى
ويستغني عن السنة
والقرآن يفصل
عندما تحتسب العفة جرما
ويد المأبون والزاني تقبل
ألف شكر للذي يقتلني
...فالموت أفضل!
بالتمادي
يصبح اللص في أوروبا
مديرآ للنوادي
وفي أمريكا
زعيمآ للعصابات وأوكار الفسادِ
وفي اوطاني
التي من شرعها قطع الايادي
يصير اللص
رئيسآ للبلادي .
أيُّها الموتُ .. عزيزي
لكَ شُكري
انتظرْ إنِّي سأدعوكَ إلَيْ .
قَسماً إنِّي سأدعوكَ إلَيْ
عندما أشعُرُ يوماً أنَّني
يا موتُ .. حَيْ !
نحن الوطن !
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً ولم يكن حُراً
فلا عشنا.. ولا عاش الوطن!
تعلم النضال!
أخرج على ديانة الريال
وقل : تبرأت انا
من قادة بغال
وشرطة بغال
ومن جيوش عقدت صفقاتها من جيبنا
وجربت كل سلاحها بنا
أيقظوني عندما
يمتلك الشعب زمامه
عندما ينبسط العدل
بلا حدٍ أمامه
عندما ينطق بالحق
ولا يخشى الملامة
عندما لا يستحي من
لبس ثوب الإستقامة
ويرى كل كنوز الأرض
لا تعدل في الميزان مثقال كرامة
سوف تستيقظ.. لكنْ
ما الذي يدعوك للنوم
!إلى يوم القيامة؟
الكابوس أمامي قائم
قمْ من نومكَ
لست بنائم
ليس إذن كابوساً هذا
بل أنت ترى وجه الحاكم !
« first previous
Page 22 of 22.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.