لم يبق منا غير الذكرى
كهيكل عظمي ما زال واقفاً
فلنطلق عليه رصاصة الرحمة
و نودعه
دونما دموع
و دونما فرحة مصطنعة !
و صمتك يصم أذني
و أنت أمامي ، و أفتقدك ، و أكرهك ...!
من الرماد ،ألملم روحي
و أحاول أن أتقمص ذاتي من جديد
، لأعيش من جديد
بملء صحوي ، بملء رعبي... جرحي... حقدي... عذوبتي... شللي.. عنفواني، صرختها في وجهك
...!أحبك ، و لذلك أكرهك:
في الظلمة -نوعا ما- أقف وحيدة، وأشهد
أن اللون الابيض أكذوبة
واللون الاسود أكذوبة
والرمادي هو الحقيقة الوحيدة...
لا أصدق النور
لا أصدق الظلمة
و لا أصدّق أن أحداً
يقطن حقاً داخل جلده...
ذلك الرجل
الذي استطاع اقتحام مملكتي
على صهوة رسالة .. أحببته...
***
خارق العذوبة و الكبرياء
نقاء صحاري طهرتها الشمس
طوال عصور من اللهيب ..
ايها القادم من مسقط رأس أجدادي
و مسقط قلبي ..
أطلق سراحي من حريتي ..
خذني اليك
أجهز علي بحبك ..
هل ترضى بأن تموت امرأة مثلي
بغير خنجر العشق المستحيل ..
قبل أن أنام؛ لا أُحصي الخرفان..
بل أٌحصي أحبائي الذين فارقتهم..
يقفزون وجهًا بعد آخر من المراعي إلى المنافي
يتناثرون في الإتجاهات كلها
أحصيهم جرحا جرحا؛ ولا أنام
أتساءل كيف صار أحباب الأمس خرفانا في متاهات الغربة؟
وحين أغفو
أجدهم بانتظاري على الضفه الأخرى
فأُتابع إحصاء وجوههم لعلّيّ أنام داخل نومي!
ليتك لم تقل لي انك بكيت لأجلي...انك بكيت كالأطفال وهتفت باسمي مراراً وسط الليل المقفر وكانت دموعك سائلاً نارياً كاوياً...ها دموعك تغرقني...حزنك يفتتني...مخاوفي عليك ومنك تفور في رأسي كثعابين الماء السامة...أية دوامة بعثنا ؟...أيه مأساة ابتدعنا ؟ اي لعبة شطرنج جهنمية لا تنتهي مارسنا ؟
غادة السمان. المرايا المكسوره تخيفني حين أحدق فيها ..! ربما لأنها ترسم وجوهنا الحقيقيه من الداخل ، إنه زمن الأشياء المكسـورة
غادة السمانيثرثرون ولا يصمتون لحظة واحدة . . ربما خوفاً من سماع صوت أعماقهم.
غادة السمان« first previous
Page 15 of 63.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.