اننا نحتاج الي شجاعتنا الجسمية مرات قليلة جدا في حياتنا,وذلك عندما يهددنا خطر غير متوقع. ولكن شجاعتنا النفسية هي التي نحتاج اليها كثيرا, بل نحتاج اليها دائما!
أنيس منصورولو كان ابن تيمية حيًّا بيننا لضحك كثيرًا على فهم المسلمين للإسلام ولشباب المسلمين... ولأضحكه كثيرًا أن يكون كلّ شبابنا مرضى، وأنّ مرضهم هو نقص المناعة... وأنّهم لذلك مستهدفون من كلّ ناحية ومن كلّ عاصمة ومن كلّ دين ومذهب... وأنّهم بلا أبواب ولا نوافذ ولا أقفال ولا مفاتيح ولا حرّاس... وأنّهم هكذا مستباحون... مضيّعون... ضائعون.
أنيس منصوروأنظر إلى أمّي... ماكينة... بقرة... إنّها تلد وتلقي أولادها على الأرض... وترضعهم وتطلقهم دجاجًا... كلابًا في الشّارع... مسكينة إنسانة لا إنسانيّة فيها... إنّ الإنسانيّة عندنا نوع من التّرف... ما هي الإنسانيّة؟ هي ألّا يكون الإنسان كلبًا؛ ولكنّنا كلاب... ألّا يكون الإنسان ذبابًا... ولكنّنا ذباب.
أنيس منصورما هي الكراهيّة؟ نعم هي أوكسجين الهواء... هي ملح الطّعام... هي السّكّر في الشّاي المرّ الّذي لا نجده... لا السّكر هناك ولا الشّاي...
أنيس منصورفليس غريبًا إذن أنّ الإنسان عندما يموت، يلفّونه... كأنّه سوف يهرب... يضعونه في كفن ملفوف... وفي نعش مغلق ثم قي قبر مسدود، كأنّه ما يزال حيًّا فاختاروا له القفص الّذي يأوي إليه... فالإنسان خرج من ظلمات بطن الأمّ، ظلمات بطن الأرض، في قفص ولد، وفي قفص يموت... من قفص طوله نصف مترٍ إلى قفص طوله متر ونصف - كلّ هذا العذاب في الدّنيا من أجل متر واحد؟!
أنيس منصوروما هي القناعة؟ معناها أن أرضى بما هو عندي، فأين الّذي هو عندي لكي أرضى به؟ إنّ صاحب هذه العبارة أراد أن يجعلها سلسلة من حديد ساخن حول أعناقنا حتّى لا نتحرّك... حتّى لا نمدّ يدًا ولا عينًا
أنيس منصورو لم أكتشف إلا فيما بعد أن حبي لعبد الوهاب كان إعجابا "بأسلوبه" في التعبير ومقدرته على البلاغة في الأداء . كان عبد الوهاب يصوّر أملاً من أمالي في أن أكون قادراً على أن أقول و أن يجيء قولي واضحاً بسيطاً مفهوماً مسموعاً .. أو هكذا تصوّرت
أنيس منصورحياة أي إنسان هي محاولة مستمرة لأن يحقق الصورة التي في رأسه ، أو الصور الكثيرة التي في رأسه .
أنيس منصورلابد أننى كنت أتلصص على عالم المرأة من بعيد ..لا عندى فرصة ولا وقت ولا عندى شجاعة .. ورغم القصص التى أسمعها ورغم الفتيات التى أراههن , لا أجرؤ على النظر إلى واحدة , وإذا نظرت لا أعرف ما الذى يمكن أن يحدث بعد النظرة أو الابتسامه أو السلام أو الكلام .. لا شىء من كل ذلك .. ولاحظت أننى أحب الاستماع إلى هذه المغامرات . وأننى عندما أعود إلى البيت أسجلها .. أى أعيشها مرة أخرى .. أو أقترب منها أو أشارك فيها .
ولكنى فى ذلك الوقت لم أنفرد بواحدة أو بقصة أو بمغامرة .. و إن كنت أتمنى ذلك .. وفى المذكرات وجدت أننى أحكى قصه من خيالى ومن وهمى .. قصة واحدة جارة .. ووجدتنى أصفها هكذا : شعرها أسود وعيناها أيضا . وحاجباها وشفتاها . ومشيتها كأنها بطة أو وزة . إذا تجاوزتنى كأنها لا تعرفنى . فإذا تابعتها إلى بيتها وتغلق الباب ورائها بشدة . وفى المرة الثانية عندما اقتربت منها وهى تقول :أحبك .. حتى إذا لم تكن تحبنى !
وهى قصة لم تحدث . ولكن أريدها أن تحدث . و أن تكون هى البادئة . وهى التى تحب و أنا أتردد . أو أرفض .والمعنى : أننى أتوهم ما ليس كذلك !
Tags: عاشوا-في-حياتي
و الفنان يعيش وحده ويتعذب وحده , ويتلوى وحده ، و عندما يتعذب فعذابه فردي شخصي .. عذابه لا يتجاوز هذه المسافة الصغيرة بينه وبين الورق ، بينه وبين القلم
أنيس منصور« first previous
Page 20 of 39.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.