كيف للسابح أن يصل والبحر يغرق؟
وديع سعادةليس العمى هو المتاهة بل الرؤية. الرؤية يا بورخيس، الرؤية. النظرات تقودنا من متاهة إلى متاهة. وكلُّ نظرة تقتل ما تراه، وتقود إلى شيء آخر تقتله نظرةٌ أخرى. الأشياء ضحايا النظرات يا بورخيس.
وديع سعادةهل تتذكرون
تلك المسافة الطويلة التي مشيناها
كي نقعد على حجر؟
المسافة الطويلة كي نطرد
الذئابَ التي تأكل الخراف في قلوبنا وكي
نبقى أبرياء من دم الأرض
ودم المسافة؟
هل تتذكرون العصافير
التي أردنا ذات يوم أن تكون بيننا وبينها قربى
فزقزقنا
وانهمر الرصاص علينا؟
تلك المسافة
تلك المسافة الطويلة نحو خروف
نحو عصفور
نحو حجر.
الأسهم المشيرة إلى أمكنة ..توصل إلى أمكنة أخرى
وديع سعادةإنني ميتٌ كفاية، ومعي الوقت كي أنسج الأحلام. ميت كفاية كي أخترع الحياة التي كنت أريدها.
وديع سعادةأنا أنسى، إذن أنا موجود!
جواب جديد، بعد تاريخ طويل من إلغاء الوجود بالفكر والذاكرة.
مَشَى خطوتيْن ولمسَ
نبتةً زرعَها البارحةَ
خرجَ نَسْغٌ من يديه إلى عروقِها
خرجَتْ من عينيه أوراقٌ إلى غصونها
وحينَ أرادَ العودة
لم يَبْرَحْ مكانَهُ،
كانت قدماهُ تحوَّلَتا
جذورًا.
جلسَ على الشرفةِ
مُحاولاً أن يستعيدَ وجوهًا
ليملأَ حواليهِ
المقاعدَ الفارغة.
المرافق الغريب الذي لا نعرفه
اقتلع خطواتنا من أقدامنا ورماها في النهر
صارت أقدامنا في مكان
وخطواتنا في مكان آخر يتقاذفها ماء
لا نعرفه أيضاً.
مَن جاء بالمرافق إلينا مَن قال نريد رفيقاً؟
نَبَتَ هكذا فجأةً من تيه
تيهِ الرحلة أو تيهِ سؤالٍ قد يكون
خرج من فمِ واحدٍ يمشي بيننا
فقال "رفيقاً"
ويقصد عطش المسافة، أو الاستراحة.
لكنَّ ما حدث أنَّ الرفيق جاء
رمى خطواتنا في النهر
واختفى.
حين أراد القاعد أن يمشي
واثبٌ من مكان إلى مكان
حاملاً بندقيّةً ومحاولاً
أن يحوّل حلمه إلى طير
إلى فراشة، ذبابة، صرصار
حاملاً شبكةً، صفّاقةً، حذاءً
لكي يقتله.
يركض من مكان إلى مكان صافقاًُ هنا وهناك
يقتل ذبابةً فتنبتُ فراشة
يقتل فراشةً فينبت طير.
قذفه حلمُه في الريح
كان جالساً، فأراد مشياً وضاع حَلِمَ المسافات
ففقد الأمكنة.
واثبٌ حاملاً أيَّ شيء في طريقه
كي يقتل الحلم
ويستعيد المكان.
« first previous
Page 11 of 12.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.