قبلَ قَليلٍ كنتُ أُمارسُ هِوايتِي القَديمة التَّفكيرَ فيكِِ
سَامحينِي فقد نسيتُ أني نسيتكِ !
لقد سَوّينا كلّ مشَاكِلنا العَالقة
بَقِي فَقط أنْ نَعرفَ مَنْ سيَدفَعُ دِيِةَ فِنْجَانِ القَهوة
الذي اغتَالته شَفتَاكِ صَبَاحاَ
قلتُ له : حَدّثنِي عن العُلماء الربانيين
قالَ : أخشَى أنَّهم قد انقَرضُوا !
ولكنّي سَأحدِّثكَ عن أمَارَاتِهِم ، لا يَتَزَلَّفُونَ ولا يُنَافِقُونَ ولا يَعرفُونَ طَريقَ الدِّيوَانِ
ولا تَفتَحُ لهُم أم بِي سِي أبوابَهَا !
قالَ الوَالِي لابنِهِ وهُوَ يَعِظُه :
برمِيلُ نفطٍ في الجَيبِ خَيرٌ من عَشْرٍ فِي خَزينَةِ الدَّولةِ
صَمَتَ بُرهَةً ثُمَّ أردَفَ قَائلاً :
والمُواطِنُ الجَيّدُ هُو المُواطِنُ المَيت !
القَذائِفُ تَأوي لبيوتِ الفُقراءِ
وكَأنَّهَا تَعرفُ أنَّهُم أكثرُ حَفَاوةً من الأغَنياءِ
وهُم لا يُخيِّبُونَ ظَنّهَا بل يُقَاسِمُوهَا قُلبوبَهم قَبلَ الرَّغيفِ
أفكِّرُ كثيراً كيفَ سَأواجِه الغَد ، ولكنَّ تفكِيري يذهبُ سُدى
فالغد دوماً يأتيني بالأمورِ التي نَسيتُ أن أفكِّرَ بها !
كلُّ رَجُلٍ سَيُحبُّكِ بَعدِي سَيَكتَشِفُ أنَّكِ مُنهيَةَ الصَّلاحِيةِ
فَأنْتِِ كالرَّصَاصَةِ لا تُردِي إلا قَتيلاً واحداً
كَانَ أنَا !
أحقاً أنّكِ لم تطرقي بابي هذا الصّباح أيضاً
أم أنّ البابَ كانَ أنانياً
فقرر أن يشربَ صوتَ أصابعكِ وحده !
الفرحُ في بلادنا فرضُ كِفاية
أمّا القهرُ ففرضُ عين !
لأنَّ أبَا بَكْرٍ قَالَ :
اطلُبوا المَوتََ تُوهَبُ لكُم الحَياةُ
تَكفّلت الدّولَةُ بتَوزِيعِِ المَوتِِ بالمَجَان
أمّا الحَيَاةُ فليَتَدَبَّرهَا كُلُّ واحِدٍ بِنَفسِهِ !
« first previous
Page 2 of 6.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.