قلما صادفت أناسا يشكلون علامات استفهام لافتة في ضوء جبيني, و يتسربون إلي بسلاسة كهذه,لم تكن تلك مصافحة إنما مس شغاف روحي,و بدقة, كانت راحتها قد دخلت لعمقي و بعثرت تراتبية اشياء الداخل فيّ
صبا الحرزكثيرا ما اعتقدت أن الأسي الذي يقضي علي علاقة ما, قادر أيضا علي استعادتها, يحط علي مخداتنا حين نصحو, و يختم أعيننا قبل أن ننام,و يأتي بأولئك الذي غادرونا أو غادرناهم محملين به, يأتينا بهم, يصحبهم في كل حضوره الثقيل. ثقيل حضور الأشياء التي لا تنسي,و لا تعطينا فرصة تجاهلها.
صبا الحرزكبرت كثيرا هذا العام,كبرت أكثر من ثلاثمئة و خمسة و ستين يوما. تماهيت مع انكساراتي,و تساويت مع خيباتي, و تصالحت تماما مع قابليتي للهزيمة و قدرتي علي الخذلان, و خرجت منه ليس كما دخلت إليه.لم تعد عندي رغبة في أي مكتسبات آنية, أو محافل ضوء, أو أصدقاء جدد. كبرت كما يكبرون!!
صبا الحرزكل كتابة جديدة باتت أنشوطة تلتف حول عنقي و تساهم في اختناقي. اكتفيت من قدرتي الفادحة علي تشويه الحقائق, و تجميل الأحزان و اكتفيت من قدرة الكتابة علي تشتيتي بين ذاكرتين: ما يحدث,و ما يُكتب,!! و اكتفيت من المحاولات الساذجة لاستراق النظر و العبث بقلبي. الكتابة ما عادت تمنحني الحياة, و تعسفت كفاية لتمنحني الموت. و هكذا بقيت لي الموسيقي
صبا الحرزما زلنا عالقين, ما زلنا نعود أو لا نعود
صبا الحرزغير أن أمنياتي الحقيقية ثلاث:
أتمني ألا يظل خوفي صخرة سيزيف أحمله وهنا علي وهن و يهوي بي, أتمني ألا يضمحل شغفي بالحياة, و التجربة بكل أثمانها الباهظة,أتمني ألا أندرج في قائمة البؤساء و المحبطين الزائدين عن سعة الأرض, أتمني ألا أقترف خطيئة الموت.
أتشبث كثيرا بفكرة أن غدا سيكون أفضل من اليوم, بغض النظر عما كان عليه هذا اليوم, و مع أني أصاب بخيبات كثيرة,حين لا تكون ملامح غدي مختلفة, ما زلت متمسكة باليقين الوحيد الذي أملكه
خفيفة, هذا ما أريده. و أنا لا أفكر بعد, و عمري اثنان و عشرون عاما, بخفة الملعون كونديرا التي لا تحتمل, الخفة التي هي مقابل للثقل و مساوية له في فعله,خفة الصفر ما أريده, الصفر و هو الحقيقة الوحيدة المطلقة,, و علي جانبيه, الأشياء مجرد صور متعاكسة للحقيقة نفسها.
صبا الحرزمعبأ بالآخرين من دون أن يقطنه أحد
صبا الحرزأفتش في النتائج صفحة بعد صفحة,وما قد يخيب بضع مرات قد يثمر في إحداها و يأتيني بدهشة فادحة تبتلع ليلي الطويل.
سألته: "ما رأيك؟"
أجابني: "آه لا أدري"
بالضبط, الأشياء الجميلة دائما تسرق منا اللغة و تجبرنا علي الصمت.
هل تعرفين ما هي مشكلتك؟
أنت تؤمنين بنفسك إيمانا يدفعك إلي الكفر بكل أحد سواك
أنا استثناؤك,و الاستثناءات لا تخرق القاعدة.
« first previous
Page 6 of 9.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.