ليس الدين أحكاما جافة وأوامر ميتة، إنه قلب يتحرك بالشوق والرغبة، يحمل صاحبه على المسارعة إلى طاعة الله وهو يقول: (وعجلت إليك رب لترضى).

فكيف تتحول التكاليف الصعبة إلى شىء سائغ حلو...؟

ليس الدين ابتعادا عن المحذورات ابتعاد خائف من مجهول، أو ابتعاد مكره مضطرب، إنه الوجل من عصيان مليك مقتدر، سبقت نعماؤه ووجب الاستحياء منه.

قيل ذلك لبنى إسرائيل قديما: (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون)

وقيل للمسلمين من بعدهم: (لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون).

لا إيمان إلا لضمير يرفض الدنايا ويرقب الرحمن، ويحرس الحدود والحقوق ويتمخض لله وحده وابتغاء ما عنده!

محمد الغزالي


Go to quote


التصوف الفلسفى فى تاريخنا العلمى لون من الغزو الثقافى الماكر قُصد به لفتنا عن عقائدنا ومناهجنا وأهدافنا، ويجب أن ينتبه أولو العلم له، وأن يحذروا أمتنا من بقاياه ودسائسه فإن أعداء الإسلام ينشدون من إشاعته خلق أمة لا انتماء لها ولا وجهة، أمة ثرثارة كسول واهية الصلات بكتاب ربها وسنة نبيها، لا تحسن إلا تأويل الآيات والأحاديث وتحريف الكلم عن مواضعه والاسترسال مع الأحلام والخيالات…

أما التصوف الإسلامى فشأن آخر، وربما كره البعض هذا العنوان ونحن لا نكترث لاختلاف الأسماء إذا اتفقنا على حقيقة المسمى!
أسماه البعض علم القلوب!
وأسماه آخرون علم الإحسان بمقاميه من مشاهدة ومراقبة!
وأسماه جماعة من علماء النفس والأخلاق : علم البواعث على الأعمال...
وآثرت أنا تسميته بالجانب العاطفى من الإسلام!

وقد قيل قديما: لا مُشاحة فى الاصطلاح...

محمد الغزالي


Go to quote


إن أولى النهى أجمعوا على أن الحضارة الحديثة تربط الإنسان بالأرض وتقطعه عن السماء، وتعلق قلبه بمآرب الدنيا، وتذهله عن مطالب الآخرة، وتعمل على سوق البشر بعيدا عن الله...

أى أنها تسير فى اتجاه معاكس للدين كله، وربما أعانها على إدراك بعض النجاح فشل المتدينين فى تقديم المنهج الإلهى مشبعا للعقل والقلب كافلا للدنيا والآخرة ، ملبيا لحاجات الروح والجسد والعاجلة والآجلة ...

ونحن المسلمين أغنى الناس بمواد البناء في هذا المجال ،وفي تراثنا ما يكفي ويشفي إذا أحسنا الإدراك والإفادة ...

محمد الغزالي


Go to quote


هناك متكاسلون فى طلب الدنيا..
والكسل صفة رديئة، وعبادة الدنيا صفة رديئة، والإسلام يحتاج إلى دنيا تخدمه، وتدفع عنه، وتمد رواقه، فكيف السبيل إلى جعل القلب متعلقا بربه، يملك الدنيا كى يسخرها لخدمته، ويجمع المال والبنين ليكونا قوة للحق، وسياجا يحتمى بهما؟ كيف يتحول ذكر الله بالغدو والآصال إلى مسلك إيجابى فعال، يجعل أصحابه رهبانا بالليل فرسانا بالنهار.

وليست الفروسية هنا فى ميدان الوغى وحده، بل هى كدح فى أرجاء البر والبحر والجو، ليكون التوحيد صبغة الدنيا كما هو هتاف الكائنات كلها فى الأرض والسماء..

محمد الغزالي


Go to quote


لا إيمان إلا لضمير يرفض الدنايا ويرقب الرحمن، ويحرس الحدود والحقوق ويتمخض لله وحده وابتغاء ما عنده!

محمد الغزالي


Go to quote


لقد سقطت الدولة الإسلامية قديماً, و ناوشها الأعداء من الشرق والغرب , و احتلوا عواصمها , وألحقوا بها أفدح الخسائر .. ومع ذلك نهضت من عثرتها و استأنفت المسير , فلم لا تكون ظروف اليوم كظروف أمس ؟

محمد الغزالي


Go to quote


على أن الأخطاء فى ثقافتنا التقليدية ليست حكرا على كتب التصوف ـ وان نالت هذه الكتب نصيبا جللا منها ـ فإن الأخطاء تطرقت إلى كتب التفسير والفقه والسيرة، واندس فى صحائفها ما يؤذى الله ورسوله، وما اجتهد الأئمة فى التحذير منه.
وكشف القناع عن دخله وغشه.

وكم تحتاج مواريثنا الثقافية إلى جهاد علمى كبير، كى تتجرد من الظنون والأوهام التى علقت بها، وتعود إلى السمات المأثورة عن كتاب الله وسنة رسوله.
وهى سمات الحق واليقين فيما تتناول من قضايا، أو تصدر من أحكام.

محمد الغزالي


Go to quote


الإسلام دين عبادة تقوم على سلامة القلب، وشحنه بالإخلاص، والمحبة والأدب، وتجريده من الهوى والأثرة والغش.
وسيرة صاحب الرسالة صلوات الله عليه مثل لهذا الازدواج بين يقظة القلب واللب والتقائهما فى سلوك واحد.

محمد الغزالي


Go to quote


ويشيع بين أصحاب هذه العاطفة القاصرة التعويل على ما يرونه هم دلالة الصدق وسبيل النجاة، ومن بدع اختلقوها، أو طاعات محدودة القيمة ضخموا قيمتها، ورفعوها فوق قدرها.
على حين ينسون عزائم الإسلام، وتكاليفه المهمة، وموازينه الحساسة فى تقويم الخلق والسلوك وشتى المعاملات.
وما اكثر ما تخدع النفس صاحبها.
حين تغريه بعمل، وتثبطه عن آخر.

والذى قعدت عنه هو خيرها وشرفها، والذى أسرعت إليه قليل الجدوى إن لم يكن مبعث ضرر!!

محمد الغزالي


Go to quote


ودين الإنسان ينقص بقدر ما يصحب عاطفته الحارة من نقص علمى أو عجز فكرى،

محمد الغزالي


Go to quote


« first previous
Page 40 of 157.
next last »

©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab