ولكن التأمل لا يدوم في حومة التعذيب وروع يحيل الصور والأفكار إلى مذق وشذرات، بينما البدن مجرح والروح كالطائر الذبيح تنتفض.
رضوى عاشوروالقلب في بيت القلب يعتصر كأنما تقبضه يد الموت ويموت.
رضوى عاشورشدتني الحكاية، ولكنني قلت لنفسي إن الحكاية ناقصة، ليس هكذا الانتظار، فهو ملازم للحياة لا بديل لها. تنتظر على محطة القطار، وتركب في الوقت نفسه قطارات تحملك شرقا وغربا وإلى الشمال والجنوب. تخلِّف أطفالا وتكبِّرهم، تتعلم وتنتقل إلى الوظيفة، تعشق أو تدفن موتاك، تعيد بناء بيت تهدَّم على رأسك، أو تعمِّر بيتا جديدا. تأخذك ألف تفصيلة وأنت وهذا هو العجيب، واقف على المحطة تنتظر. ماذا تنتظر؟ ما الذي تنتظره رُقيَّة على وجه التعيين؟
رضوى عاشورربما لم يكن اضطرابا بل شيئا آخر يترسب كالقهوة بعد غليها، تبقى هناك داكنة ومركزة ومُرَّة، ومنفصلة عن الشراب الذي يمتعنا مذاقه.
رضوى عاشورهل يمكن حكاية ما جرى في هذه الصفحات المعدودة؟ كيف يحتمل كتاب صغير أو كبير آلاف الجثث. قدر الدم. كم الأنقاض. الفزع. ركضُنا طلبا للحياة ونحن نتمنى الموت.
رضوى عاشورتُعلمك الحرب أشياء كثيرة. أولها أن ترهف السمع وتنتبه لتقدر الجهة التى يأتى منها إطلاق النيران، كأنما صار جسمك أذنا كبيرة فيها بوصلة تحدد الجهة المعينة بين الجهات الاربع، أو الخمس لأن السماء غدت جهة يأتيك منها أيضاً الهلاك. ثانيها أن تسلم قليلا وألا تخاف إلا بمقدار. القدر الضرورى فقط. لو زاد خوفك مقدار ذرة ،غادرت بيتك بلا داع لأن القصف فى الناحية الأخرى من المدينة، يتحول خوفك إلى مرض خبيث يأكل من جسمك كل يوم حتى يأتى عليه .فتوفرك القذيفة ويقتلك الخوف. ولو قل خوفك مقدار ذرة، ولم تسارع إلى هبوط الدرج إلى الملجأ أو الجلوس على السلم بعيدا عن النوافذ والشرفات، تقتلك القذيفه هكذا فى غمضة عين، لأن القصف يقصد الشارع الذى تسكنه، وربما البناية التى تقيم فيها، وتعلمك الحرب ثالثا أن تنتبه حين تضطر لمغادرة البيت أن تأخذ الأهم فالمهم. مثلا زجاجة ماء أو السيدة العجوز التي قد تضيع منك وأنت تُتَمّم على صغيرتك وأعضاء جسمك. و المؤكد ان هناك رابعاً و خامساً و سادساً تتعلمه من الحرب، لكن دائما تتعلم و إن ورد هذا في الأول أو في الختام، أن تتحمل. تنتظر و تتحمل لأن البديل أن يختل توازنك، باختصار تجن
رضوى عاشورولكن الأيام تخفي للمرء ما تخفي، فإذا بالممكن مستحيل.
رضوى عاشورالعجيب أن النهايات كانت على طريقة الأفلام العربية نهايات سعيدة
وإن لم يتوافر في الأحداث أي منطق يقود إلى هذه النهايات
هذه السخرية كانت درعا من نوع ما، إزاء خطر قررت أن أفضل اسلوب لمواجهته هو التصغير من شأنه
رضوى عاشورمن بين كل صحابته اصطفى الرسول خالد بن الوليد ليحمل رسالته
إلى المهلهل .قال النبى صلوات الله عليه
_ يا أخى خالد , إذا طلعت جبلاً فاذكر الله ,
وإذامررت بواد فكبر الله وإذا فطر الحزن قلبك
فاتل من القرآن فإن القرآن شفاء للصدور المحزونة ,
وإذا بلغت هؤلاء القوم فلايدخل قلبك الفزع
ولا الخوف منهم
« first previous
Page 48 of 50.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.