أحسَّ بالشقاء بمجرد أن عاد إلى الأرض ووجد نفسه مطوقا ببدن بائس، سجن يستجيب للألم ويستنكر صفعة تافهة من كف. فما أتفه البدن.ماألعن سجن الجسد.أين السكينة؟أين طوق الغيبة الذي يحصِّن من حسّ الوعاء؟ ياليتني كنت حبة رمل.هبة ريح.ومضة ضياء في عراء الصحراء. ياليتني لم أولد في البدن. ياليتني لم أوجد في الأرض.
إبراهيم الكوني-تيقن أنه سيشفى .سينسى تينيري إلى الأبد.
-سينسى تينيري؟ ومن قال لك أنه يريد أن ينسى تينيري؟
-ولكن الشفاء في النسيان. هل يوجد الشفاء في شيء آخر؟
-ولماذا لا يوجد في العشق؟ سيشفى من همه إذا بادلته الأميرة العشق كما يجب. كعاشقة.
-آه.ها أنت تخطيء.أنت تتحدث عن الإمتلاك. وفي الإمتلاك شقاء.لاشفاء في الإمتلاك.
علّمتها اللغات كما لقتنها الحياة.قالت إن ثمة حياة سرية في كل لغة، ومَنْ تعلم لغة واحدة عاش مرة واحدة، ومن تعلم ثلاث لغات عاش ثلاث مرات.قالت أيضا أن اللغة تفتح الرأس.والمرأة أول من يحتاج للرأس المفتوح لاستعماله في غرض المصير.
إبراهيم الكوني-الحق اني كفرت بالقادرية عندما رأيت الشيخ الأكبر الذي عاهدنا على صراط الحرية ووعدنا بأن يعيدنا إلى منابع الدين ينقلب إلى سلطان دنيوي مثل سلاطين بني عثمان.فهل الفساد،ياربي،في الناس أو في المنصب؟
-في كليهما.في النفس وفي المكان. وخلافي مع الشيخ الأكبر ليس في تعاليمه ولكن في نفسه الأمارة بالسوء. إعلم،ياشيخ آده،أن المصلح والحاكم لا يجتمعان في قلب واحد.لأن كفة الحكم أرجح وأقوى.أمام المصلح الحقيقي طريق واحد:المغارة.الصحراء.العزلة.فإذا انقاد للوسواس مرة، وخرج من صحرائه،إلى الناس،فإنه يضيع،لأن الشيطان سيستولي على المبادرة ويتولى الأمر.
و لم يكن يعلم يومها أن الصحراء كاهنة داهية، لا تخرب إلا لتبني، و لا تصيب بالداء إلا لتنجز الدواء، و لا تهلك مريدها إلا لتبعثه من رماد الموت حياً.
إبراهيم الكونيTags: الصحراء
أي أن الصحراء دفعت به إلى أول درجة في سلم المنافي الطويل لا لأنها تعلم أنها لن تستعيده إلا بالتحمم بنار المنفى، و لكن ليقينها بأن الكنوز المخفية بعيدا في مجاهل النفوس لا تتزحزح ولا تهب نفسها إلا بعبور سلسلة طويلة و موجعة من المنافي. و الواحة كانت الدرجة الأولى في سلم المنافي.
إبراهيم الكونيابتعدت الخطوات رويدًا رويدًا فسحبت نفسًا عميقًا. سحبت نفسًا ظلّ حبيسًا لزمنٍ طويل. سحبت النفس على مراحل. سحبتُ النفس متزامنًا مع إيقاع خطواتهما, ولم أطلقه إلّا في زفرةٍ جنونيةٍ استمرّت طويلًا. بدأتُ أتلقّف الهواء وأبدّد الهواء كأنّي ألهو. كأني اكتشفت حقيقة الهواء لأول مرّة. كأني اكتشف حقيقةً نسيتُها دومًا وهي أن هذا الهواء الذي نستهين به ونعدّه تحصيل حاصل ليس ضرورةً للحياة وحسب, ولكنه هو الحياة
.ولكننا لا نعترف بهوية الأشياء ما لم نفقد الأشياء
Tags: هوية
لن يفوز بالخلاص إلا من قدم آلآم الجسد بآلآم الروح ، إلا من قدم الجسد قرباناً لتخليص الروح
إبراهيم الكونياستمع إلى الصوت الخفي و لا تبحث عن شيء خارج نفسك ، تعلّم ذلك إذا أردت أن تنجو و تفوز بالخلاص
إبراهيم الكونيTags: الطوفان-الثاني
ليس ثمة أسهل من إيقاظ النوازع الشريرة في الناس ، و تحويلهم إلى قطيع
إبراهيم الكوني« first previous
Page 9 of 17.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.