وعرفت، في هذه اللحظة، أن الوصال لا يشفي من الهوي
عزالدين شكري فشيرلايعرف كيف يمكن أن يُكثف وجود إنسان ما الزمن والحياة لهذه الدرجة. فاللحظة التي تمر وهو جالس بجوار هذه المخلوقة البريئة العينين تمر مكدسة بالحياة
عزالدين شكري فشيرهكذا، بهذه الطريقة، وبسبب هذا الجبن، انتهى بنا الأمر فى حرب، وفقدنا من فقدنا، لأن الرجال،
فى اللحظة الحاسمة، لم يكونوا رجالا
يمكنك مواصلة الحياة علىى الهامش متخيلا أن شي ما سيحميك: منصبك، قريب أو صديق،
حسن سلوكك وبُعدك عن المشكلات، أو قلة أهميتك. لكن لا شىء من هذا يحميك حين تنزل عليك كف السلطان الظالم، على
وجهك، أو مسرحك، أو فقاعتك التى صنعتَ لنفسك، أو على رأس مدينتك بكاملها، أو حتى على وجه ذلك الذى يسير بجوارك.
عندها، حتى لو لم تُصبك الضربة مباشرة فتقتلْك أو تجرحْك أو تقض على فقاعتك، فانها ستصيب جارك، وسترى ذلك بعينيك،
وينكمش فيك شىء، ينقبض فيك شىء، ينغلق فيك شىء، تتعظ، وتصير من هذا اليوم وصاعدا، ناقص الحرية، ناقص الإرادة، ناقص
الشجاعة، ناقص الرجولة، ناقص الإنسانية.
لا ترضَ لنفسك بهذا المصير، أبدا.
لا مفر، حين يرتطم بك الظلم، من محاولة دفعه بيدك.
عليك التخلص من كل هذه القصص تذكرها كقصص أبويك وأجدادك، لا قصصك أنت.
قصصك أنت ستبدأ، فلا تنظر خلفك كثيرا.
رأيتُ كل شيء من البداية. وتعبت من الحزن ومن الدمع المُنسكب في قلبي ، دمع كأنه نار تُميت القلب وهو لا يموت. تعبت يدي من الكتابة ومن الإشارة ومن التلويح ومن التشويح ومن الدق على المناضد. وتعب حلقي من الصراخ ومن النقاش ومن الكلمات التي صارت كالصابون من تكرارها. وتعبت أذناي مما أسمع ، مما أكره ، مما أُحب ولا يتحقق. وتعب قلبي من الحزن القابع عليه كالصخر الأزلي، وتعبت عيوني من النظر ومن هول ما أرى.
عزالدين شكري فشيرهذه حالة يُغلق فيها الإنسان مشاعره تماما، كي يتمكن من التماسك وعدم الانهيار، وهي تصيب ضحايا هذا النوع من العنف, و الناجيين من المآسي الكبرى. حتى عمال الإغاثة الإنسانية يصابون بدرجات منها دون أن يدرون. ويظلون هكذا , يتنقلون من مأساة لأخرى وهم يظنون أن مشاعرهم قد تبلدت ثم ينهارون مرة واحدة.. نقول إنهم "احترقوا كالمصابيح
عزالدين شكري فشيرهذه الفتاة "محروقة "ولا ريب، صادقة ولكنها مخيفة في قوتها.
عزالدين شكري فشيرسأله فخر الدين عن هذا الإهتمام بالفقه ومن أين أتي فضحك:
-أنت ناسي اني خريج هندسة؟ الواحد بيتعلم حاجتين في كليه الهندسة: الشريعة واحدة منهم والتانية إنت وحظك.
هناك أعوام تمر فى حياتك ، دون أن يحدث فيها شىء سوى أن تمر. ليس هذا أمرا
طبيعيا، لكنه معتاد. وحين أنظر الآن إلى هذه الأعوام أشعر بالندم لأنى تركتها تمر هكذا، تضيع. الحقيقة أني كلما فكرت فى حياتى السابقة أفاجأ بأنى لا أندم على شىء فعلته بقدر ما أندم دوما على أشياء لم أفعلها ...
« first previous
Page 17 of 33.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.