كان هناك شىء فى الجو يجعلك تشعر بأنك أخ لكل الموجودين. لسبب ما اختفت الحواجز بين الناس، وصرنا ننظر فى أعيُن بعض دون خوف ودون حاجة إلى إخفاء نظراتنا. كأننا اكتشفنا بعضنا فجأة.
عزالدين شكري فشيرأن العام الأول من الثورة خلخل حياتنا نحن، حتى حياتنا الشخصية وأصدقائنا وعلاقات بعضنا ببعض. لا أدرى كيف حدث ذلك، لكنه حدث. كأننا كلنا كنا مربوطين بشىء وانقطع، فصرنا نتحرك بحرية أكبر. أو كأننا عشنا تحت غطاء انكشف وطار فى عاصفة، فصرنا يرى بعضنا بعضا، ونرى أنفسنا، بشكل أوضح. أو لعلنا ببساطة صرنا أحرارا أكثر، ليس تماما، لكن أكثر مما كنا قبلها. وانعكس ذلك على كل شىء فى حياتنا.
عزالدين شكري فشيرهناك أشياء لا يمكن الجدل فيها، والعلاقة بين رجل وامرأة أحدها. لا يمكنك، مهما أوتيت من منطق أو عقل، أن تفهم علاقة رجل بامرأة ما لم تكن أنت هذا الرجل أو هذه المرأة.
عزالدين شكري فشيروصرنا كالجالسين أعلى منحدر حادّ، ننزلق بسرعة متزايدة نحو السفح ونحن نرقب انزلاقنا مستائين متعجبين كأننا مسلوبو الإرادة أمام جاذبية أرضية تشدُّنا إلى أسفل دون مقاومة منا، حتى وقع ما وقع وانهارت العملية الانتقالية برُمَّتها فى هُوَّة الحكم العسكرى المباشر.
عزالدين شكري فشيرأعتقد أن قبولى هذه الوظيفة لم يكن فقط لهذه الأسباب، بل لأنى خفت. خفت أن أخرج من القصر الرئاسى إلى عالم لا أعرفه. صحيح أن الثورة فتحت لى آفاقا كنت أجهل وجودها، وجعلتنى أكتشف مِصر أخرى غير تلك التى عرفتها من قبل. وصحيح أن ذلك فتح فى حياتى أبوابا لبهجة جديدة علىّ، وصرت أرى حياتى القديمة ضيقة ومحدودة وأتعجّب كيف قضيت أربعين عاما فى هذا الإطار الخانق. لكن حين جاءت لحظة الاختيار بين أمان ما أعرفه واعتدته، والمجهول، خفت الخروج من المكان الوحيد الذى أعرف فيه الأمان، خفت أن أضيع إن تركت العالم الوحيد الذى لى فيه قيمة وأصبح عالة على أصدقائى أو حماى. بالمقارنة مع هذا الضياع المحتمَل، كان المقدم المنيسى يعرض علىّ الجلوس بجوار العرش، وربما القدرة على التأثير فى قراراته. ومن ثَمَّ قبِلت.
عزالدين شكري فشيرهكذا الرجال مضحكون يا بنى, يتصورون جميعا استحالة تعرُّضهم للخديعة من نسائهم، مع أنهم لا يكفون عن إغواء السيدات. هل يسألون أنفسهم كيف يمكن -حسابيا- أن تقع كل هذه الخيانات ويظلوا هم بمنأى عنها؟
عزالدين شكري فشيرإن كنتَ قد تركتَ فتاتك مثلى فلا تقسُ على نفسك مثلما فعلتُ أنا، وإن كانت هى التى تركَتك فلا تظنَّ أنك غير أهل للحب. فقصص الحب الأولى دائما ما تنتهى بترك واحد للآخر، سيان من الذى يفعلها قبل الآخر
عزالدين شكري فشيرهناك أعوام تمر فى حياتك دون أن يحدث فيها شىء سوى أن تمر
عزالدين شكري فشيروصرنا كالجالسين أعلى منحدر حادّ، ننزلق بسرعة متزايدة نحو السفح ونحن نرقب انزلاقنا مستائين متعجبين كأننا مسلوبو الإرادة أمام جاذبية أرضية تشدُّنا إلى أسفل دون مقاومة منا
عزالدين شكري فشيرأىّ بلد هذا الذى يسرق فيه الأطباء كُلْية مريض فى أثناء علاجه فى مستشفى؟ كم نظاما اجتماعيا يجب أن ينهار حتى نصل إلى هذه النقطة؟
عزالدين شكري فشير« first previous
Page 8 of 33.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.