ما لي وللناس كم يلحونني سفها ... ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس
الحلاجما لي سِوى الروح ، خُذْهَا !
والروح جُهْدُ المُقِلِّ
أُقْتُلُوني يا ثقاتـــي إنّ في قتـْلي حياتــــي
و مماتـي في حياتـي و حياتي في مماتـي
أنّ عنـدي محْو ذاتـي من أجّل المكرمـات
و بقائـي في صفاتـي من قبيح السّيّئــات
سَئِمَتْ نفسـي حياتـي في الرسوم الباليـات
فاقتلونـي واحرقونـي بعظامـي الفانيــات
ثم مـرّوا برفاتـــي في القبور الدارسـات
تجدوا سـرّ حبيبــي في طوايا الباقيــات
إننـي شيـخ كبيــر في علوّ الدارجــات
ثم إنـّي صرتُ طفـلا في حجور المرضعات
ساكنـاً في لحد قبــر في أراضٍ سبَخــات
وَلدَتْ أُمّــي أباهـا أنَّ ذا من عجبـاتـي
فبناتـــي بَعْـدَ أنْ كـ ـن بناتـي أخواتــــي
ليس من فعل زمــان لا و لا فعل الزنــات
فاجمعوا الأجزاء جمعاً من جسـورٍ نيــرات
من هـواء ثم نــار ثم من ماء فـــرات
فازْرعوا الكلّ بأرض ٍ تـُرْبُها تـرب مـوات
وتعاهـدها بســقي من كـؤوس دائـرات
من جـوار ٍساقيـات و سـواق ٍجاريــات
فإذا أتممت سبعـــا أنبتـَتْ خير نبــات
لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي و نجوائـــي لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائـي
أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهـلْ ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــي
يا عين عين وجودي يا مدى هممي يا منطقي و عباراتي و إيمائـي
يا كلّ كلّي يا سمعي و يا بصري يا جملتي و تباعيضي و أجزائي
يا كلّ كـلّي و كلّ الكـلّ ملتبس و كل كـلّك ملبوس بمعنائــي
يا من به عُلقَتْ روحي فقد تلفت وجدا فصرتَ رهينا تحت أهوائي
أبكي على شجني من فرقتي وطني طوعاً و يسعدني بالنوح أعدائـي
أدنو فيبعدني خوف فيقلقنــي شوق تمكّن في مكنون أحشائـي
فكيف أصنع في حبّ كَلِفْتُ به مولاي قد ملّ من سقمي أطبّائـي
قالوا تداوَ به منه فقلت لهـم يا قوم هل يتداوى الداء بالدائـي
حبّي لمولاي أضناني و أسقمني فكيف أشكو إلى مولاي مولائـي
اّني لأرمقه و القلب يعرفـه فما يترجم عنه غير ايمائـــي
يا ويحَ روحي من روحي فوا أسفي عليَّ منّي فإنّي اصل بلوائـــي
كانّني غَرق تبدو أناملــه تَغوثُّاً و هو في بحر من المـاء
وليس يَعْلَم ما لاقيت من احدٍ إلا الذي حلَّ منّي في سويدائـي
ذاك العليم بما لاقيت من دنفٍ و في مشيئِتِه موتي و إحيائــي
يا غاية السؤل و المأمول يا سكني يا عيش روحي يا ديني و دنيائي
قُلْ لي فَدَيْتُكَ يا سمعي و يا بصري لِمْ ذا اللجاجة في بُعدي و إقصائي
إِن كنتَ بالغيب عن عينيَّ مُحْتَجِباً فالقلب يرعاك في الأبعاد و النائي
للعلم أهلٌ و للإيمان ترتيــــب و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب
و العلم علمان منبوذ و مكتســب و البحر بحران مركوب و مرهوب
و الدهر يومان مذموم و ممتــدح و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب
فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ و انظرْ بفهمك فالتمييز موهــوب
إني ارتقيتُ إلى طودٍ بلا قـــدمٍ له مَراقٍ على غيري مصاعيـــب
و خُضْتُ بحراً و لم يرسب به قدمي خاضَتْهُ روحي و قلبي منه مرغـوب
حَصْبَاؤُه جوهرٌ لم تَدْنُ منـه يــدٌ لكــنه بِيَدِ الأفهــام منهـــوب
شربتُ من مائــه رَياً بغير فــم و الماء قد كان بالأفواه مشـــروب
لأن روحي قديماً فيه قدْ عطشــتْ و الجسم [ما] ماسَهُ من قبل تركيــب
إنـي يتيمٌ و لي أبٌ أَلوُذ بــــه قلبــي لِغيْبَتِهِ ما عشـْــتُ مكروب
أعمى بَصيرٌ و إنـي أبْلَه فَطِــنٌ و لــي كلام إذا ما شئتُ مقلــوب
ذُوِ فَتَا عرفوا [ما] قد عرفت فَهْـمُ صَحْبِيَ ومن يُحْظ بالخيرات مصحوب
تعارفَتْ في قديم الذّر أَنْفُسهـــم فأشرقَتْ شمسهم و الدهــر غربيـب
يا موضع الناظر من ناظـري و يا مكان السرّ من خاطـري
يا جملة الكلّ التي كلهــــا أحبّ من بعضي و من سائري
تراك ترثي للذي قلبــــه مُعَلَق في مخلبي طائــــر
مدَلَهٌ حيرانُ مستوحـــشٌ يهرب من قفر إلى آخـــر
يسري و ما يدري و أسراره تسري كلمح البارق النائــر
كسرعة الوهم لِمَنْ وهمه على دقيق الغامض الغابـر
في لجّ بحر الفكر تجري به لطائف من قدرة القـــادر
سكوتٌ ثم صمتٌ ثم خَرْسُ و عِلْمٌ ثم وَجْدٌ ثم رَمْـــس
و طينٌ ثم نارٌ ثم نـــورٌ و بردٌ ثم ظلّ ثم شمـــس
و حَزْنٌ ثم سهل ثم قَفْـٌـر و نهر ثم بَحْرٌ ثم يَبْــــس
و سكر ثم صَحْوٌ ثم شوقٌ و قرب ثم وفر ثم أُنْــــس
و قَبْضٌ ثم بسط ثم مَحْوٌ و فرق ثم جمع ثم طَمْـــس
و أَخْذٌ ثم ردّ ثم جـذبٌ و وصف ثم كشف ثم لبــس
عبارات لأقوامٍ تسـاوتْ لديهم هذه الدنيا و فِلْــــس
و أصوات وراء الباب لكن عبارات الورى في القرب همس
وآخر ما يَؤول إليه عَبْـٌد إذا بلغ المدَى حظّ و نفـــس
لأنّ الخلق خدّام الأمانـي و حقّ الحقّ في التحقيق قُـدْس
أَنْعَى إليك نفوساً طاح شاهدُها فيما وراء الحيثِ يَلْقَى شاهد القِدَم
أنْعي إليك قلوباً طالما هَطَلَتْ سحائبُ الوحي فيها أبْحُر الحكـم
أنعي إليك لسان الحق مُذ زمن أودى و تذكاره في الوهم كالعـدم
أنعي إليك بيانا تستكين له أقوال كل فصيح ٍمِقْوَل فهـــم
أنعي إليك أشارات العقول معاً لم يبق منهنّ إلا دارس الرمــم
أنعي و حُبِّك أخلاقاً لِطائفةٍ كانت مطاياهم من مكمد الكظـم
مَضَى الجميع فلا عين و لا أثـُر مُضِيَّ عادٍ و فـُقـْدانَ الأُلى إِرَم
و خَلّفوا معشراً يجرون لبستهم أعْمى من البهم بلْ أعمى من النعم
مَن سارروه فأبدى كلّما ستـروا و لم يراع اتّصالاً كان غَشَّاشـا
إذا النفوس أذاعت سرّ ما علمت فكل ما خلت من عقلها حاشـا
من لم يصن سرّ مولاه و سيّـده لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
و عاقبوه على ما كان من زَلَـَل و أبدلوه مكان الأُنْس ايحاشــا
و جانبوه فلم يصلح لِقُرْبِهِـــم لمّا رأوه على الأسرار نبَّاشــا
من أطلعوه على سرّ فنمَّ بـــه فذاك مثل يبين الناس طيّاشــا
هم أهل السرِّ و للأسرار قد خُلقوا لا يصبرون على ما كان فحَّاشا
لا يقبلون مذيعاً في مجالسهــم و لا يحبّون سِتْراً كان وَشْواشا
لا يصطفون مضيفاً بعْض سرّهم حاشا جلالهم من ذلِكم حاشـا
فَكُنْ لهم و بهم في كلّ نائبــةٍ إليهم ما بقي الدهر هشَّاشــا
أشار لحظي بعين علِــم بخالصٍ من خِفّي وَهْم
و لائحٌ لاح في ضميـري أدقّ من فهم وهم همّي
و خضتُ في لجّ بحر فكري أمُرُّ فيه كمرّ سهـــم
و طار قلبي بريش شوقـي مركّب في جناح عزمي
إلى الذي عن سُئلتُ عنـه رمزت رمزاً و لم اسمّي
حتّى إذا جُزْتُ كل حــدّ في فلوات الدنّو أَهْمِـي
نظرت إذ ذاك في سَجَـالٍ فما تجاوزتُ حدّ رَسْمي
فجئتُ مستسلما إليــه حدّ قيادي بكفّ سلْمـي
قد وسم الحبّ منه قلبي بميسم الشوق أي وسـم
و غاب عنّي شهود ذاتي بالقرب حتّى نسيتُ اسمي
« first previous
Page 2 of 6.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.