المخدة هي سجل حياتنا. المسودة الأولية لروايتنا التي، كل مساء تكتبها بلا حبر ونحكيها بلا صوت. ولا يسمع بها أحد إلا نحن، هي الخربشات التي تأتي علي البال بلا ترتيب ولا تركيب. المخدة هي محكمتنا القطنية البيضاء، الناعمة الملمس، القاسية الأحكام. المخدة هي (يوم القيامة) اليومي.
مريد البرغوثي(ياأخ) هي بالتحديد العبارة التي تلغي الأخوة ! .
مريد البرغوثيذروة اليأس يا صاحبي / توجَّعْ قليلاً/ توجَّعْ كثيراً فإن الأملْ / ذاته / موجِعٌ / حين لا يتبقّى سواه
مريد البرغوثيالغريب هو الذي عليه أن يقدم البراهين والاثباتات ، هو الذي يسألونه دائماً : " من وين الأخ ؟ " أو يسألونه " وهل الصيف عندكم حار ؟ " .
هو الذي تنعطب علاقته بالأمكنة . يتعلق بها وينفر منها في الوقت نفسه . هو الذي لا يستطيع أن يروي روايته بشكل متصل ويعيش في اللحظة الواحدة أضغاثا من اللحظات . لكل لحظة عنده خلودها المؤقت ، خلودها العابر . ذاكرته تستعصي على التنسيق . يحرص على أن يصون غموضه ، ولا يحب من ينتهك هذا الغموض . له تفاصيل حياة ثانية لا تهم المحيطين به ، وكلامه يحجبها بدلاً من أن يعلنها . يعشق رنين الهاتف ، لكنه يخشاه ويفزع منه .
الغريب هو الذي يقول له اللطفاء من القوم " أنت هنا في وطنك الثاني وبين أهلك " هو الذي يحتقرونه لأنه غريب . أو يتعاطفون معه لأنه غريب . والثانية أقسى من الأولى .
الأمل ذروة اليأس…
فيا صاحبي توجع قليلاً…
توجع كثيراً…
فإن الأمل ذاته موجع حين لا يتبقى سواه
عندما تختفي فلسطين كسلسال على ثوب السهرة , كحلْيَةٍ أو ذكرى أو كمصحف ذهبي , أي عندما نمشي بأحذيتنا على ترابها , و نمسح غبارها عن ياقات قمصاننا و عن خُطانا المستعجلة الى قضاء شؤوننا اليومية العابرة , العادية , المضجرة , عندما نتذمر من حرّها و من بَرْدَها و من رتابةَ البقاء فيها طويلاً , عندئذ نكون قد اقتربنا منها حقاً .
مريد البرغوثيهذا الذي ولد على نهر النيل في مستشفى الدكتور شريف جوهر في القاهرة لأب فلسطيني بجواز سفر أردني و أم مصرية , لم يرى من فلسطين إلا غيابها الكامل و قصتها الكاملة .
عندما تم ترحيلي من مصر كان عمره خمسة أشهر .
و عندما أحضرته رضوى معها للقاء بي في شقة مفروشة في بودابست كان عمره ثلاثة عشر شهراً . و صار يناديني :
- عمّو
أضحك و أحاول أن أصحح له الأمر :
- أنا مش عمّو يا تميم . أنا بابا .
فيناديني :
- عمّو بابا .
يختلف الناس في سر القهوة وتختلف آراؤهم :
الرائحة ، اللون ، المذاق ، القوام، الخلطة ، الهال ، درجة التحميص، شكل الفنجان، وغير ذلك من الصفات. أما أنا فأرى أنه "التوقيت ". أعظم ما في القهوة " التوقيت" ، أن تجدها في يدك فور تتمناها. فمن أجمل أناقات العيش، تلك اللحظة التي يتحول فيها "تَرَف" صغير إلى "ضرورة".
والقهوة يجب أن يقدمها لك شخص ما. القهوة كالورد، فالورد يقدمه لك سواك، ولا أحد يقدم وردا لنفسه
Tags: القهوة
أيها الراقصون احتفالاً في الميدان خففوا ضجتكم قليلاً ، لكي تسمعوا همس الشهداء يوشِّح هذا الليل
مريد البرغوثيهل أخجل منك ؟ أم تخجل مني ؟ أيها القريب كنجوم الشاعر الساذج , أيها البعيد كخطوة مشلول , أي حرج هذا ؟ إنني لا أسامحك وأنت لا تسامحني .
مريد البرغوثيTags: مريد-البرغوثي
« first previous
Page 18 of 48.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.