إننا ننزع أحياناً حين يحيد المرء عن الطرق المألوفة إلى معاملته و كأنه في محنة
أمين معلوفنحبهم ثم يموتون و عبثاً نحاول استبقاءهم و لكنهم ينزلقون من بين أصابعنا و يرحلون و يموتون
أمين معلوفحين يقرر شخص الانسحاب من هذا العالم فالأمر يبدو كالانتحار بدون ما يرافقه من عنف جسدي. ثمة أسباب ظاهرة و أخرى دفينة حتى على الأقربين، وهو نفسه لا يدركها بالضرورة.
أمين معلوفلكل امرئ الحق في الرحيل، وعلى وطنه أن يقنعه بالبقاء، مهما ادعى رجال السياسة العظام عكس ذلك.
من السهل قول ذلك حين يكون المرء مليارديرًا، أما حين لا تستطيع في بلدك إيجاد وظيفة، و لا تلقى الرعاية الصحية، ولا إيجاد المسكن، ولا الاستفادة من التعليم، ولا الانتخاب بحرية، ولا التعبير عن الرأي بل ولا حتى السير في الشوارع على هواك! فعلى وطنك أن يفي إزاءك ببعض التعهدات، أن تعتبر فيه مواطنًا عن حق، وألا تخضع فيه لقمع أو لتمييز أو لأي شكل من أشكال الحرمان بغير وجه حق، ومن واجب وطنك وقياداته أن يضمنوا لك ذلك.
الوطن الذي بوسعك أن تعيش فيه مرفوع الرأس. تعطيه كل ما لديك. حتى حياتك. أما الوطن الذي تضطر فيه للعيش مطأطئ الرأس فلا تعطيه شيئًا. فالنبل يستدعي العظمة. واللامبالاة تستدعي اللامبالاة. والازدراء يستدعي الازدراء. ذلك هو ميثاق الأحرار. ولا أعترفُ بميثاق آخر.
لَكَم يطيب للمرء أن يكبر و هو يشعر بأن ثمة بلداً ملكه، و بأنه يحق له أن يتكلم فيه بصوتٍ عالٍ!
أمين معلوفأرفض أن أضع جميع السيئات في الخانة نفسها متجاهلاً نياتها أو جسامتها أو ظروفها؛ فبوسع هذه الظروف أن تكون تخفيفية كما تنص القوانين بدون أن تكون تبريئية
أمين معلوفلا تكتفي الحروب بالكشف عن أسوأ غرائزنا، بل تصنعها و تقولبها. كم من الأشخاص تحولوا إلى مهربين و سارقين و خاطفين و قتلة و جزارين و كان بوسعهم أن يكونوا أفضل الأشخاص على وجه البسيطة لو لم يتقوض مجتمعهم
أمين معلوفإننا نجد بسهولة العزاء لفقدان الماضي؛ ولكن ما من شيء يعزينا لفقدان المستقبل فالبلد الذي يحزنني غيابه و يؤرقني ليس ذاك الذي عرفته في شبابي؛بل ذاك الذي حلمت به و الذي لم يُقدر له أن يُبصر النور أبداً
أمين معلوفلا أعلن أحكامي، لست واعظاً، و تأمل الدنيا لا يثير لدي سوى حوار داخلي ، مناجاة مع نفسي لا نهاية لها
أمين معلوفأيكون المرء متعجرفاً لو تمنى أن يكون بلده أقل رجعية، وأقل فساداً، و أقل عنفاً؟ أيكون متعجرفاً أو غير متسامح لو رفض عدم الاكتفاء بدمقراطية تقريبية و بسلم متقطع؟ إذا كان هذا هو الحال فأنا أجاهر بخطيئة التعجرف و ألعن قناعتهم الفاضلة
أمين معلوف« first previous
Page 14 of 17.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.