لم تمض سنتان أو ثلاث إلا ومعظم من كانوا فى أسرتى كانوا قد تركوا التنظيم، وخرجوا من الصف، ولم تمض خمسُ سنين أو ست حتى كان الكثير ممن كانوا فى معسكر العريش نفسه خارج الجماعة أيضا
أحمد أبو خليلكانت مظاهرات كفاية الأسبوعية الأربعائية معلنة الزمان والمكان تشغل الحماسة فى شوارع وحواري القاهرة، وكان الحضور الإسلامي منسحقا فضلا عن المبادرة، كنت مذهولا من قدرة الإسلاميين على التنظير لعدم مشاركة هؤلاء في تلك الحركة الاحتجاجية الأخذ مداها فى الاتساع، كانت أحاديث "كلمة حق لدى سلطان جائر" .. وأناشيد "لبيك واجعل من جماجنا لعزك سُلماً" تتهاوى أمام عينى.. وأنا اتذكر مشهد الإخوة الذين يمتنعون عن قولتها، أخذ هُتاف كفاية يتصاعد وشاهدت تلك اللحظة التى أغلق المتظاهرون فيها ميدان التحرير وهم يهتفون الهتاف نفسه، لم يكن ذلك فى 25 يناير 2011، بل كان فى 7 سبتمبر 2005 حيث توقف الميدان خمس عشر دقيقة كاملة قبل أن يتحول الحشد إلى شارع محمد محمود الذى أصبح خاليا من المركبات والمارة بطوله وعرضه، به زهاء ألف متظاهر فقط، والهتاف يرجُ الشارع.. يسقط يسقط حسني مبارك!
أحمد أبو خليلكنت على يقين أن هذه الحشود لو سارت مائتين من الأمتار فقط لأسقطت النظام، لكنني كنت أعلم أيضا، أن المفاوضات مع الأمن كانت على التظاهر داخل أسوار الجامعة حتى الثالثة عصراً، وأن أى خرق للاتفاق سيكون نتيجته اعتقال حوالى ألفى طالب
أحمد أبو خليلربما الإخلاص وحده هو الذي يمكن أن يصل بهذا الدعاء من فم حسن البنا فى الكتيبة التى كان يعقدها منذ ستين عاما إلى هنا فى ماليزيا وسط مئات المصلين فى أحد المساجد الرئيسية بكوالالامبور
أحمد أبو خليلبالطبع سألت أمي عن معنى الاعتقال , و بذلت والدتي قدرا لا بأس به من الجهد لإفهامي اياه ,لكنني ف النهايه تخيلته فقط
تخيلت ان هذا الطريق " بتاع ربنا " ليس مجرد عبادات و أدعيه و و مواظبه على صلاة و ترك للتدخين و حجاب و اهتمام بالأمه , بل بعد هذا كله ستواجهه الأعداء .
من هم تحديدا ؟ لا اعرف , لكن هناك أعداء سيواجهونك كي لا تستمر في هذا الطريق
كل شىء معد سلفًا اللحظة التى تنفعل فيها وتظن أن المشهد بطولى تفىء منها سريعا إلى عقلك لتعرف أن المشهد مرسوم بإحكام ودقة وأن أى ارتجال مرفوض وغير متاح لأن تسمح لخيالك به أصلا
أحمد أبو خليلقبل اخر مغرب في الاعتكاف أمسك تمرة ودعااللهم كماحرمت علي هذه التمرة فاجعل الشهوات محرمة علي واجعل بيني وبين لقاء خليلتي كما بين وبين مغرب هذا اليوم
أحمد أبو خليلمن السهل أن تتعرف على نساء المجتمع الإسلامى ذات الخمر الساحرة, غضيضات الطرف , تشعر بحمرة تتفتح ورودا فى وجناتهن إذا مررن فقط بجمع من الإخوة فى مناسبة ما من المناسبات , كنت أخبر زملائى (من خارج هذا المجتمع) أن طرفا غضيضا من إحداهن أوقع فى قلبى من عشرات النظرات السافرة من غيرهن .
كان الشباب يتندرون على تلك العلاقة شديدة العذرية بين الإخوة والأخوات , فمثلا يقول أحدهم فى اللقاءات العامة : طرحة الأخت ترف يمين .. قلب الأخ يرف يمين .. طرحة الأخت ترف شمال قلب الأخ يرف شمال .
كانوا بارعين حتى فى تخيل شكل المعاكسات بين الإخوة والأخوات , ترى لو أراد أخ أن يغازل إحداهن ماذا يفعل , من الممكن أن يقول : البنا بيمسى .. ده احنا ولاد دعوه واحدة ياجميل .. أو القدس فى القلب وأنت جنب القدس علطول ياجميل .. كانت نكاتا كاشفة عن حلاوة روح هذا المجتمع الذى ربما يراه الآخرون قاسيا صلبا لايسبر أغوار الحياة , ولايقف عند مباهجها .
لكنني ما زلت أحلم، وما زلت لا أجد بعد من يغني لأحلامي
أحمد أبو خليللم يكن الجهاد عند الإخوان مجرد شعار يهتف بعد:"الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، الجهاد سبيلنا .."
ولم يكن (الموت في سبيل الله) أمنية ..
بل أقصى أمانينا ..
و لم يكن -الجهاد- عند السلفيين مجرد (الفريضة الغائبة) التي إن فتح الحاكم المسلم الباب لها لأصبحت حاضرةً و لغزونا العالم وفتحنا روما ..
لم يكن الأمر كذلك فقط ..
بل كان حديث النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم:"من لم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق" ..
وكان قوله أيضاً:"إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" ؛ أي كان أحد المقومات الرئيسة في تكوين أي إسلامي ، وبه يعرف غيرهم من الملتزمين المتصوفة مثلاً أو الأزاهرة أو المحافظين الذين ليس لدى أغلبهم أي تصورات عن هذا الباب الذي لا يلجون منه إلا ليسترجعوا أمجاد حرب 73 وثأر الجيش المصري من الإسرائيليين.
« first previous
Page 3 of 4.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.