عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون ورائه فرج قريب، فيأمن خائف و يفك عان و يأتي أهله النائي الغريب! "أغنية لم تنشدها فيروز
إميل حبيبيكان مؤسس الدولة العبرية، دافيد بن غوريون، قد أعلن في اول كنيست شاركتُ في عضويتها -الكنيست الثانية في العام 1952 - عن دهشته من استمرار اللاجئين الفلسطينيين في اجتياز الحدود محاولين العودة إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم وحقولهم، "مع أننا -قال - نطلق الرصاص عليهم ونقتلهم".
فوجدتني اقاطعه باللغة العبرية لأول مرة في حياتي في الكنيست.
أجبته ،مندهشاً أنا أيضاً : ألا تعرف معنى حب الوطن؟!
إننا نفضل رأس خازرق فوق تراب الوطن على رحاب الغربة كلها. فقد وجدناها، كلها، حراباً وفِراشها أشبه بفراش فقير هندي؛ رؤوس مسامير أو خوازيق صغيرة وكبيرة على قدر المقام!
إميل حبيبيهذه هي النهاية، يا صاحبي. نهاية الذي لا يتلفّت حوله بل يتلفّت إلى داخله، فلا يرى سوى الظلال الغريبة، فينقلب على ظهره وينصب فكيّه للقتال. أيهما تقاتل: نفسك أم ظلالك؟
إميل حبيبيإن التساؤل هو مفتاح المعرفة. والمعرفة هي سبر أغوار جديدة -مناجم موجودة ولكنها مطمورة. التساؤل هو تهديم صخور لشق منجم جديد....إننا في حاجة إلى المزيد من لظى المعرفة حتى نشعل النيران في العديد من الأقبية المظلمة المتوارثة.
إميل حبيبيTags: knowledge
حين سألتني زوجتي:
هل إذا زُرع غصن اللوز في التراب ينمو شجرة؟
انقبض صدري وبدأت أتذكر، هل تذكر أنه في مطلع شبابنا كان لنا صديق، أحبَّ فتاة من القدس أو من بيت لحم، وكُنّا نُحبّ حُبّه؟
- كُلنا أحَبّ، وكنّا نُحبّ حُبّه.
حين كنا أطفالًا، كنا ا ننام حتى تروي لنا جدتي حكاية من حكاياتها. وكانت قد تجاوزت التسعين.
وكان اختلط الأمر عليها. فتبدأ حكاية الشاطر حسن من وسطها: وأخذ الشاطر حسن عصاه السحرية وضرب بها المارد.
- أية عصا سحرية يا جدتي؟ ..
فلا تنتبه لصيحاتنا، وتستمر في حكايتها. وما من مرة ظللنا مستيقظين حتى نهاية الحكاية، وما من مرة نامت بعد أن تتم الحكاية. فما عرفنا لحكاية الشاطر حسن بداية، وما عرفنا لها نهاية.
وحين كبرنا صرنا نتذكر جدتي، وحكايتها، التي أسميناها البتراء، فنغرق بالضحك. كأنما الأمر المعقول هو أن تكون للقصة بداية، وأن تكون لها نهاية.
هل هذا هو الأمر المعقول حقا؟وحتى لو كان هذا هو الأمر المعقول؟ فهل هو المعقول في بلادنا؟!
- كيف بكاؤك يا أبتِ؟
- من سنان القلم يا بنيّة. أطراف أقلامي مآقيّ.
- ولكن ما تكتب يسلي همومنا!
- وذلك هو البكاء.
إن أهون المصائب ما يصيب غيرك.
ومشاركته بالبكاء تفريج عن كربك من قبل أن تكون تعزية له.
- كل البكاء؟
- إلا بكاء العروس وهي تلتفت إلى وراء.
مثل ماء النار:
يحرق قلب أمها
ويمضّ عروسها
ويحنق أمه
ويلوي، تأففاً ودهشة، شفاه بنات الحي.
- فكيف بكاؤك الآن؟
- بكاء العروس.
لا أدري اذا كان من الممكن التقاط صورة فوتوغرافية للبرق. وحتى لو كان ذلك ممكنًا، فلن تسجل وميضه.
ألم تلاحظ، حين يومض البرق أمام عينيك، انك تنتبه إلى ما يريك مما حجب الظلام عنك أكثر من انتباهك إلى رؤية البرق نفسه؟
بعد أن أوغلنا في العمر، لا نميّز بين ماوقع لنا في شبابنا وما كنّا نحلم، آنذاك، بأن يقع لنا
إميل حبيبي« first previous
Page 2 of 3.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.